قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه يريد أن تبدأ محاكمته في مجلس الشيوخ فورا، وسط مأزق بين الديمقراطيين والجمهوريين بشأن موعد وإجراءات بدء المحاكمة.
وفي تغريدة بموقع تويتر، أضاف ترامب أن خصومه في الحزب الديمقراطي ليس لديهم أي دليل ضده
جاء هذا في أعقاب تصويت مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، على توجيه اتهامين للرئيس، الذي ينتمي للحزب الجمهوري، باستغلال السلطة وعرقلة عمل البرلمان (الكونغرس).
لكن الديمقراطيين يرفضون بدء الإجراءات، بحجة أن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون يرفض استدعاء الشهود، وأنه لن يعقد محاكمة عادلة.
كما أن سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ تشير إلى أنه من شبه المؤكد أن تتم تبرئة ترامب.

ويتهم مجلس النواب ترامب بالضغط على أوكرانيا للتحقيق مع السياسي الأبرز ذو الحظ الأوفر لنيل ترشيح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، جو بايدن، وابنه هنتر، إضافة إلى رفضه التعاون مع لجنة في الكونغرس تحقق في هذه المسألة.ماذا قال ترامب؟
اتهم ترامب في سلسلة من التغريدات، الديمقراطيين بعدم الرغبة في بدء المحاكمة لأن "قضيتهم متهافتة".
وقال "بعد رفض الديموقراطيين اعطائي حقوقي القانونية في مجلس النواب، لا محامين، ولا شهود، ولا شيء، ها هم الآن يريدون أن يشرحوا لمجلس الشيوخ كيف تتم إدارة إجراءات المحاكمة. وفي الواقع، ليس لديهم أي دليل ضدي، ولا أظن أنهم سيحضرون المحاكمة، إنهم يريدون التهرب. وأنا أطالب بمحاكمة فورية".
وأضاف ترامب أن الديمقراطيين لا يريدون لكل من آدم شيف، الذي قاد عملية المساءلة، وجو بايدن وابنه، وموظف الاستخبارات المركزية الذي أشعل عملية التحقيق أن يدلوا بشهاداتهم.
ما الذي يعرقل بدء المحاكمة؟
لتبدأ عملية المحاكمة داخل الكونغرس، يتوجب على مجلس النواب، الذي يسيطر عليه الديمقراطيون، إحالة مواد المساءلة إلى مجلس الشيوخ.

نانسي بيلوسي ترفض إحالة مواد المساءلة إلى مجلس الشيوخ حتى يقبل الديمقراطيون بقواعد المحاكمة داخل مجلس الشيوخ.
لكن رئيسة مجلس النواب، نانسي بيلوسي، ترفض القيام بذلك حتى يتم تعديل قواعد المحاكمة بحيث يقبل بها الديمقراطيون.
وسيحدد زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، ميتش ماكونيل، قواعد المحاكمة، لكن الديمقراطيين يطلبون منه تقديم تفاصيل عن الشهود وما هو نوع الشهادات المسموح بها.
لكن مكونيل، قال بعد اجتماع قصير مع زعيم الأقلية في المجلس، تشاك شومر، إن النقاش مع الديمقراطيين بشأن كيفية المضي قدما بعملية المساءلة وصل إلى طريق مسدود.
ويسيطر الحزب الجمهوري على 53 مقعدا في مجلس الشيوخ المؤلف من 100 مقعد، ويتطلب عزل ترامب الحصول على أغلبية الثلثين.
وكان ماكونيل قد وصف عملية الإقالة بأنها "الأكثر اندفاعا والأكثر ظلما" في التاريخ، مما يشير إلى كمية الحقد المتوقع بين الحزبين عند بدء المحاكمة.

النائب جيف فان درو واحد من اثنين فقط من الديمقراطيين الذين صوتوا ضد مساءلة ترامب
ويأمل أعضاء الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ أن يؤدي التأخير إلى تأليب الرأي العام للدفع بإجراء محاكمة أكثر شمولا، كما سيحرم ترمب من تبرئة سريعة.
ويصرون على أن يُسمح على الأقل لأربعة مساعدين حاليين وسابقين في البيت الأبيض، على علم بقضية أوكرانيا، بالإدلاء بشهاداتهم.
ويقول الديمقراطيون إن المحاكمة يجب أن تكون عادلة، لكن تعليقات مكونيل تظهر أنه ليس لديه أي خطط لجعلها كذلك، على حد قولهم.
بماذا يتهم ترامب؟
يتهم الرئيس ترامب بحجب 400 مليون دولار خصصها الكونغرس كمساعدات العسكرية لأوكرانيا، إضافة إلى رفض عقد اجتماع مع رئيس أوكرانيا الجديد في البيت الأبيض، حتى تجري أوكرانيا تحقيقات جادة مع جو بايدن وابنه هانتر.
وكان هانتر يعمل لدى شركة أوكرانية عندما كان جو بايدن نائبًا للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ويقول الديمقراطيون إن تصرف تامب يرقى إلى حد إساءة استخدام السلطة الرئاسية، واستخدام المنصب لتحقيق مكاسب سياسية شخصية وعلى حساب الأمن القومي.
كما يتهم ترامب بعرقلة عمل الكونغرس عن طريق رفضه التعاون مع لجنة التحقيق التابعة له.