ذكرت صحيفة يورت التركية أن عناصر من تنظيم القاعدة يصنعون أسلحة كيميائية في مخبر يقع قرب مدينة (غازي عنتاب)، ويهددون باستخدامها ضد المدنيين السوريين.
وأشارت الصحيفة الى إن مقاطع فيديو تم نشرها على مواقع الإنترنت تظهر طريقة تصنيع الغاز السام بمواد كيميائية أمنها تنظيم القاعدة من شركة تركية وجرى اختبارها على الأرانب، مبينة أن مقاطع الفيديو تبين عناصر القاعدة الذين يحتفلون بنجاحهم بتصنيع هذا الغاز الكيميائي السام، ويتوعدون باستخدامه ضد المواطنين السوريين
أكدت الصحيفة التركية الواسعة الانتشار أن لافتة كانت موجودة على جدار المخبر مكتوب عليها باللغتين الإنكليزية والعربية عبارة (كتيبة القاعدة لتصنيع الغاز الكيميائي).
وتساءلت الصحيفة عن كيفية حصول عناصر من تنظيم القاعدة الإرهابية على مواد كيميائية لتصنيع الغاز السام من الشركة التركية.
وأكدت الصحيفة أن مراسلها التقى بأحد مسؤولي الشركة الذي أكد له إن الشركة تبيع (كحول إيثيلي) للمشافي التركية، ولكنه لا يعلم كيف أمن تنظيم القاعدة هذه المواد الكيميائية.
من جهتها، حذرت وزارة الخارجية السورية, أمس السبت, في رسالتين متطابقتين الى مجلس الأمن والأمم المتحدة, من قيام "المجموعات الإرهابية باللجوء الى استخدام السلاح الكيماوي ضد أبناء الشعب السوري, مجددة التأكيد أن "سورية لن تستخدم السلاح الكيماوي (إن وجد) تحت أي ظرف كان لأنها تدافع عن الشعب ضد الإرهاب".
وأوضحت الوزارة, بحسب التفزيون السوري, إن سورية لن تستخدم السلاح الكيميائي إن وجد لديها تحت أي ظرف كان لأنها تدافع عن شعبها ضد الإرهاب المدعوم من دول معروفة تأتي الولايات المتحدة الأمريكية في مقدمتها".
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين أعلنت، يوم الاثنين، أن دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبها تحت أي ظرف كان, وذلك تعقيبا على التحذيرات التي اطلقتها واشنطن.
وأضافت الوزارة إن "ما يدعو إلى القلق من هذه الأنباء التي تتداولها وسائل الإعلام هو تخوفنا الجاد من قيام بعض الدول التي تدعم الإرهاب والإرهابيين بتقديم أسلحة كيميائية للمجموعات الإرهابية المسلحة والادعاء بأن الحكومة السورية هي التي قامت باستخدام هذه الأسلحة".
وأعربت عدة دول غربية مؤخرا عن قلقها العميق إزاء إمكانية استخدام الأسلحة الكيماوية في سورية, وذلك بعد إعلان الحكومة السورية عن هذه الأسلحة, مبينة أن أي سلاح كيماوي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبداً في الأحداث السورية، وهذه الأسلحة مخزنة ومؤمنة من قبل الجيش السوري ولن تستخدم إلا إذا تعرضت سورية لعدوان خارجي.
وأردفت الوزارة إن "الإدارة الأمريكية دأبت خلال هذا العام على شن حملة ادعاءات حول احتمال قيام سورية باستخدام الأسلحة الكيميائية رغم تأكيد سورية على عدم استخدام السلاح إن وجد ضد أبناء شعبنا".
ولفتت الوزارة الى إنه "لا يمكن للحملات الإعلامية البائسة تضليل شعبنا والرأي العام العالمي الذي أصبح يدرك تدريجياً حقيقة المؤامرات التي تتعرض لها سورية ولا سيما الحقيقة لاستمرار سفك الدم السوري".
في سياق التطورات السورية، نفى مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية "صحة التقارير الصحافية التي تحدثت عن تحريك القوات السورية الأسلحة الكيماوية"، مشدداً، بحسب ما نقلت عنه صحيفة "الجمهورية" على أن "المعلومات الاستخبارية التي بحوزة الإدارة الأميركية أكدت أخيراً أن ما حصل ليس إلا تحريكاً تكتيكياً مموّهاً أقدم عليه نظام الأسد في مواجهة المعارضة المسلحة التي تمكنت من تحقيق تقدم ميداني سريع واستراتيجي قرب العاصمة دمشق، وهو رسالة أيضاً إلى المجتمع الدولي لإظهار قدراته التي لا يزال يحتفظ بها، وتمكنه بحسب اعتقاده من قلب الطاولة وتغيير المعادلة الميدانية، فضلاً عن انها رسالة الى تركيا رداً على قرار نشر منظومة الدفاع الصاروخي "الباتريوت" على اراضيها".
وحذر من "الاستهانة بقدرات نظام الأسد التي مكنته حتى الساعة من البقاء والصمود، على رغم كل الانهيارات العسكرية والأمنية والسياسية التي لحقت به على امتداد اكثر من عشرين شهراً منذ اندلاع الثورة"، مشيراً إلى أن "نظام الأسد لم يصل بعد الى نقطة التداعي، إذ كيف يمكن لنظام متداعٍ أن يحرّك المشكلات الأمنيّة والسياسية لكل من تركيا والأردن، ويحتفظ حتى الساعة بسطوته الأمنية والسياسية في لبنان؟".
وأكد أن "الأساسي في ما يجري هو التخوف من تداعيات ما يجري في سوريا على مشكلات المنطقة التاريخية"، لافتاً إلى أن "هناك خوف على مستقبل دول مثل تركيا والعراق والأردن وخصوصاً لبنان، خوف على مستقبل الجماعات العرقية والدينية بدءاً بالأكراد ومستقبل العلويين، وخوف على مستقبل موارنة لبنان والمسيحيين عموماً، فلبنان يشبه القنبلة الموقوتة وهناك قلق جدي على مستقبله"، مشيراً إلى أن "نظام الأسد الذي يقاتل الآن تدعمه وحدات عسكرية تقدر بعشرات الآلاف من الجنود الأكثر تدريباً وتجهيزاً، وقد بات واضحاً أنها وقياداتها في مركب واحد مع الأسد، ولا خيارات متاحة أمامها للخروج من هذه المواجهة وهي تعلم تماماً أن لا مكان لها في مستقبل سوريا كائناً من كان الحاكم المقبل، لذلك ستواصل القتال حتى الرمق الاخير".
ورأى أن "أن الكثير مما يجري في مصر هذه الايام سيقرر الى حد بعيد ما يمكن أن يحصل سواء في تونس التي بدأ فيها الصراع مع القوى الإسلامية يأخذ منحىً تصعيدياً هو الآخر أسوة بمصر، او في غيرها من بلدان المنطقة وخصوصاً في سوريا".