الْعَرَبِيَّةُ تصفُ سجاياها
شـَابَتْ لُغـَاتُ الـدُّنى , والدَّهرُ كمْ دَفَنَا
بـرمـلِ نِسْـيـانه !... حَـتّى هـَلَـلْـتُ أنـا
حـوراءَ عَـيـْنَاءَ أكْسُو الكـونَ مـن أَلَقِي
أُوَزِّعُ الطـُّهْـرَ , حُـسْـنِيْ يُـبْـهِـرُ الـزَّمَـنَـا
أبثُّ في الحرفِ نبضَ الحبِّ,أسكُبُ في
دُجَى الْمِدادِ صـباحاً , فـي السُّطورِ سَنَا
رشـيقـةٌ بَـضَّـةٌ فـي وجـنتِـيْ زَهَـرٌ
وفي جُفوني سهامُ الرِّيْمِ حينَ رَنَا
أنا ازْدهارُ القوافي , نَسْجُ سُنْدُسِها
وعـطرُ صـوتٍ تـلا القـرآنَ والسُّنَنَا
نثرتُ من فمِ خيرِ الخلق دُرَّ هُدىً
تـشـُعَّ فـي كـلّ ثَـغـْرٍ قال : حَدّثَنَا
بيـانُ سـحريْ حـلالٌ ..حين أبـصـرني
هاروتُ في حُلّتِي الفُصْحى بِيَ افْتُتِنَا
أنــا الـزُّهـورُ أريْـجَاً , والـصـبـاحُ نـدًى
والمعصِراتُ حَيَاً , والنَّخْلُ طِيْبَ جَنَى
هيامُ صَبٍّ,جَوَىً في قلبِ مَنْ عَشِقُوا
أُنْـسٌ بـروحِ غـريبٍ إنْ بكـى الوطنا !
أنـا السَّـنـابِلُ تُــذري الـقـمـحَ باسـِمـةً
وفي فلا الجهلِ أُزْجي الغيثَ والْمُزُنَا
أنا السـَّـنَا بـَلْ بِـحـارُ الـذّكـرِ تـغْمُرُنِي
بفيضِ نـورٍ يُـوَشّي وجـهِيَ الْحَــسَنَا
أنا السَّــنَابـِـكُ يــومَ الخـيلُ عــاديـةٌ
ضَبْحاً وعنها عَجاجُ الحـربِ أخــبرنا
أصيلةٌ ..نسبي هـامَ النُّجـوم رَقَى
وَمَحْتِدِي ما حوى ذا عُجْمَةٍ لَكِنَا
قشيبة بُرَدِي.. إنْ جـاءَ مُخْتَـرَعٌ
كـسوتُه حـُلَلاً مـنهـا الشـَّذا هَـتَنَا
أو الحضارةُ يـوماً أنْجَبَتْ بِــدَعاً
ففي المجامـع تَحيا فالحياةُ هُنَا
.إنْ جـلبـبَ الـرَّوْعُ قـلـبـاً للُّـغـاتِ فَمَـنْ
أتـى لـكـعـبـةِ ضــادي خــائـفـاً أمِــنَـا
...بـلاغتي بلبلٌ أهدى الورى نَغَمَاً
وللـحـقـول صُـداحـاً أطـربَ الفـَنَنَا
شَدَا بدَوْحِ دمي سِرْبُ الرُّؤى سَحَرَاً
فَأَسْكَرَ الْحُلْمَ , أفـنى النَّومَ والوَسَنَا
أنا اخضرارُ المدى ,لاشيبَ في صُوَرِي
ولا خــريـفَ.. وبــوحـي شـَـنَّفَ الأُذُنـا
..زكـا بـنـبـضيَ إكْسـيرُ الــحـيـاةِ لـذا
أعــيـشُ خــالــدةً لا أرتــدي الـكَـفَــنَـا
مصطفى قاسم عباس