”كنت اظن ان حضورها المتواصل في الاماكن والازمان المناسبه هو من محض الصدفه وصنع الطبيعه،رغم انها دائما ما تظهر في مواقيت الحنين وفي عوِج الشوق والحوجه، تظهر لتكون اول مسعفه،تأتي شامخة وكأنها ابنة عم النخيل في الطول، لتضمد الجرح،وتوقف النظيف، او بالاحرى هي تضع الملح على الجرح وتلف بساط قلبها على موضع الالم لتسكت به جيوش الآلام، وعسكر الاوجاع،......
-فقط اليوم تأكدت يا صغيرتي ان كل ما حدث لم يكن من جعاب المصادفات بل هو القدر، نعم آمنت حقاً ان للقدر يدٌ في هذا الحضور، وكأنه يعلم تماما انك انت الدواء والشفاء ....
(اذا خدر قلبي وقيل شفائه
دعاءُ حبيبٍ كنتِ انتِ دعائيا) ...
-اتعلمين انك بإطلالتك هذه رغم انه لم تدم الا لبضع دقائق كنّ كافياتٍ شافياتٍ كاملاتٍ لإعادة تأهيلي والعوده بي الى الوضع الطبيعي والمسار الصحيح،اتعلمين انك بهذا الحضور قد اظهرت وابنت الابرة التي ابحث عنها في كيمان القش?! !
اتدركين ان ظهورك المفاجئ هذا قد كشف لي غشاء بكارة الحقيقه?! !
ثم انك لا تعلمين بأن وجودك بقربي تارة اخري محا عن اطراف قلبي كثير وشايات القوم...واذهب عني عديد من عسكر الافكار، تلك اللحظه التي اردت فيها تجنبك بينما انت وقفت كعادتك شامخة تتفحصين بكرتيك اتجاهي وذاك اللقب الجديد
....كل هذا وغيره من التفاصيل المرسومه على ذاك الوجه البرئ ...اوحت لي بأن ما كان ليس الا مجرد غيمه صيفيه وانقشعت سريعا، وكانت كبوة وانجلت، بل كانت عباره عن كرة ثلجيه ساحت وانتهت بمجرد ان سطعت الشمس عليها....
ـ لن اخبرك عن احاديث القوم، سأكتفي بمحاولة اخراج سهامهم من صدري وتلك الخناجر التي آلمتني طعناتها ليلا فجفاني النوم وصحبني الأرق...كان الامر سيكون عاديا لو لم تكوني طرف في تلك الجريمه حتى وان لم تكوني على علم بذلك، كان بإمكاني الاستناد عليك في تلك اللحظة بالذات، كان بمقدوري ان استعين بأناملك لتضميد تلك الجراح كان بإستطاعتي افتراش قلبك عل وقع ودقات نبضاته تخفف الآلام ولكن الصدمه التي زادت المعاناة هي انك اشتركت معهم في وأدي ولا ذنب لي، ولبرائتي ورغم ذلك لم تمر علي لحظة الا وذكرتك يا صغيرتي،الا واستنجدت بطيفك يا رفيقتي، الا وحاولت مناداتك يا طبيبتي، ولكن ذلك زاد ناري لهيبا واضاف عليها وقودا فاحرقتني الا الجزء الذي خصصته لك ..عفوا الا الجزء الذي صنعه الخالق لك...وكأنه تركه لي او ربما لك الامر سواء لتبدأ مرحلة العلاج من هناك،لتنطلق رحلة الشفاء من عند لحظة حضورك الثقيل عليّ وقتذاك....
-الآن يمكنني ان انام واعلم ان قلبي لن يسمح دون ان يؤلف الكثير عن ذاك اللقاء،دون ان يكرر كلماتك آلاف المرات وخاصة الكلمات الثلاث الاخيرة قبل ان تختفي مرة آخرى....سأعمل علي ايجاد طلبك، سأعبر السرداب ان طلب الامر...وان تعلق الامر بالتعامل بوحدات الذكاء فسأقتلع عقلي واضيفه اليك يا اناي العائد بعد طول اشتياق،ويا نبت ارضي الذي تأخر عن الاخضرار،ويا ورد حديقتي الذي تعمد عدم الانفتاح.
اما قبل....
”انا في غيابك اعود الى هناك، الى عالم الطين والفخار والصلصال،واني اخشى لو ذهبتُ هناك الا اعود لذلك كفي عن تعذيبي واقتراف الذنوب
م