النتائج 1 إلى 4 من 4
الموضوع:

إنهم يحترقون..!!

الزوار من محركات البحث: 17 المشاهدات : 388 الردود: 3
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    احساس شاعر
    تاريخ التسجيل: July-2014
    الدولة: بغداد الحبيبة
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 61,679 المواضيع: 17,422
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 3
    التقييم: 88485
    مزاجي: متقلب جدا
    المهنة: كرايب الريس
    أكلتي المفضلة: الباجه
    موبايلي: نوت ٢٠
    آخر نشاط: منذ يوم مضى
    الاتصال: إرسال رسالة عبر ICQ إلى فقار الكرخي
    مقالات المدونة: 17

    Smileys Afraid 058568 إنهم يحترقون..!!

    إنهم يحترقون..!!

    بهدوء يمسك كتابا بين يديه وكوب القهوة الساخن بجانبه على الطاولة، يجوب بعينيه بين ثنايا الرواية التي يستمتع بتفاصيلها بينما يرتشف كوب القهوة من حين لأخر، فجأة زاد إحساسه بحرارة الجو!

    _ماهذا؟ لقد أصبح الجو حارا فجأة!

    قالها وقد غادر مقعده ليفتح النافذة ليتسلل الهواء البارد، لكن دون جدوى لقد كانت حرارة جسمه ترتفع بشدة!

    _تبا! إني اتصبب عرقا! ما هذا؟

    كانت كلماته تخرج بسرعة بينما بدأ بنزع ملابسه عن جسمه، والمفاجأة في قميصه الذي كان يلامس بشرة جسده، لقد كاد يلتصق بجسمه من شدة الحرارة.

    انطلق مسرعا وقد نزع كل تيابه ناحية حوض السباحة، قفز بداخله دون تفكير، لكن بدون جدوى فلم تنخفض درجة حرارته بل سرعان مكانت ترتفع بشكل دب الرعب في أوصاله.

    بدأ الماء الذي يلامس جسده داخل المسبح بالتبخر، وبعد لحظات كانت غيمة البخار تغطي المكان ولم يعد يظهر منها سوى ظله داخل المسبح، وفجأة تحول الظل إلى شعلة نارية تنير المكان في صمت مرعب.

    _أبي ما مصدر هذه الرائحة الكريهة؟ وما كل هذا الدخان؟

    قالتها فتاة في مقتبل العمر وهي تتقدم من ناحية غيمة البخار الكبيرة حيث لمحت شعلة خافتة لا تزال لم تنطفئ وسط المسبح الذي قاربت مياهه على التبخر كاملة، تقدمت بخطوات مسرعة بينما كانت الرؤية تصبح أكثر وضوحا لتفتح فاهها عن اخره وقد لمحة جثة والدها المنصهرة وسط المسبح، إنها جثة والدها بكل تأكيد فقد كانت تنظر لأطراف يديه ورجليه اللذان كانتا الشيء الوحيد السليم من جسده المنصهر.

    ______________________

    وقف الطبيب علي أمام بقايا الجثة المنصهرة في المشرحة وبجانبه مساعدته ريم، وقد ارتديا كمامتين وقفازات مطاطية ونظارات واقية كأنهما يخشيان عدوى فيروس ما.

    _إنها الجثة الخامسة هذا الأسبوع ياريم التي تأتينا هكذا

    حركت ريم رأسها إيجابا بينما كانت تنظر بشغف إلى بقايا الجثة كأنها كنز لبحث عظيم أمامها، ثم قالت:

    _بلى يا دكتور علي، ولكن ماسر هذه الأطراف التي لا تحترق؟ فكل الجثة كانت أطرافها سليمة!

    _أجل ياريم وهذا أحد الأسباب التي تجعلني متشبت بنظريتي حول هذه القضية

    _نظرية الإحتراق الذاتي البشري تلك مرة أخرى يادكتور!

    _أجل ياريم فهذه الظاهرة مشابهة تماما لما سجل أول مرة سنة 1725 ميلادية بفرنسا

    _لكن كيف لبشري أن يحترق من الداخل للخارج ؟

    _هناك نظريات كتيرة عن سبب الإحتراق الداخي وبعضها متعلق بالجن والتخاريف، لكن يبقا اشهرها وأكترها منطقية هو أن هناك دهون في جسم الإنسان قابلة للإشتعال.

    _إذا لماذا لا نحترق كلنا؟

    _لأنه وببساطه هذه الدهون تحتاج لمحفز كالكحول أو أحد أنواع المخدرات.

    _إذا المخدرات والكحول هما السبب!

    _لا ياريم ليسا السبب هم فقط محفزات

    _إذا ماهوا المسبب لكل هذا؟

    _لا أحد يعلم السبب فالنظرية تقول أن هناك فتيلا داخل جسم الإنسان هوا الذي يعطي شرارة البداية للإحتراق

    _إذا فالسبب هوا وجود.الفتيل والذهون القابلة للإشتعال ومع محفز كالكحول أو المخدرات تصبح نظرية الإحتراق البشري الذاتي ممكنة!

    _أجل ياريم، لكن هذه مجرد نظرية فقط فلا شيء يتبتها أو ينفيها لحد الأن ولا أحد يعلم الفتيل المسبب لكل هذا فحتى لو حاولنا تشريح بقايا الجثة فلن نجد شيء لأنها تحترق بالكامل

    نظرت ريم بغرابة للدكتور علي وهو يسرد كلامه ثم سكت قليلا ليكمل بعدها:

    _المشكلة أنه منذ سنة 1725 ميلادية لحد الساعة لم تسجل سوى 200 حالة للوفات بهذه الظاهرة، لكن في هذا الأسبوع فقط خمس حالات إن هذا حقا شيء مخيف.
    ___________________________

    الجميع يستمتع بوقتهم داخل هذه الحانة الكبيرة وسط المدينة، وفي أحد الأطراف جلس شخص على كرسي وقد أذلى برأسه للخلف بشكل مرعب، بينما كانت الطاولة أمامه مليئة بقنينات الشراب الفارغة وعلب السجائر، وفجأة اندلعت النيران من داخل جسده وقد خرج لهيبها من فمه المفتوح لأخره دون حراك كأنه لم يكن يحس بالنيران التي تلتهم جسده.

    وقف كل من في الحانة مندهشين من هول المنظر لينتبهوا بعدها أن شخصا أخر يحترق وسط ذهولهم، ومن دون سابق إنذار بدأ الهلع يعم داخل الحانة وفي كل لحظة كانت النيران تلتهم أحدهم فجأة.

    هلع الجميع راكضين من الحانة لينتشروا وسط الشارع كالمجانين وقد بدأت النيران تلتهمهم واحدا تلو الأخر، لقد كانوا يحترقون من الداخل إلى الخارج، إنهم يحترقون ليسقطو بعد أن تبدأ أطرافهم في الإنصهار، لقد تناثرث جثتهم المشتعلة عبر الشارع كأنهم نجوم تائهة في فضاء شاسع.

    _______________________

    _إنهم يحترقون، حقا إنهم يحترقون، يا له من منظر جميل.

    قالها الشخص الواقف على طرف أحد البنايات البعيدة وهو ينظر إلى الأشخاص الذين يغادرون الحانة راكضين وقد ابتلعتهم النيران، كان يقف بثبات مخيف وقد غطى كامل جسده بعباءة كبيرة قد غطت وجهه بالكامل فلم يظهر منه إلا إبتسامته المخيفة وهو ينظر عبر كامرا هاتفه إلى المشهد الذي يقوم بتسجيله.

    ___________________

    _هل تمازحني أيها الدكتور علي؟

    قالتها ريم وهي تنظر إلى عدد الجثة الذي يفوق العشرين في المشرحة أمامها وكلها جثة منصهرة تفوح منها رائحة نثنة.

    _لقد أصبح الأمر مخيفا أكثر يا ريم

    _وسيصبح أكثر خوفا عندما تشاهد شريط الفيديو الذي رفع على اليوتوب البارحة

    استغرب الدكتور علي من كلام ريم لكن سرعان مزال إستغرابه عندما أنهى عمله داخل المشرحة وإتجه إلى منزله حيث يسكن وحيدا، وبدأ في تصفح اليوتوب ليفاجأ بشريط الفيديو، إنه شريط مسجل من على بناية عالية للأشخاص الذين يحترقون في الشارع وقد كتب في عنوانه "أنا هوا السبب في كل هذا!" .

    لم يكن شريط الفيديو هوا الشيء المخيف بل الشيء الأكثر رعبا هوا أن الدكتور يرى علامة التعديل الظاهرة بجانب الشريط كما يرا كم الرسائل التي تصله على حسابه والتي أغلبها بنفس المعنى وهو ( كيف تكون السبب في كل هذا؟).

    جحظت عينا الدكتور وهو يتأكد من أن شريط الفيديو هذا قد حمل بالفعل من حاسوبه ومن حسابه الموجود على اليوتوب، بعدها وبسرعة التقط الدكتور علي هاتفه وفتح مسجل الفيديو ليفتح فاهه على أخره وهو ينظر إلى الشريط الذي لا يزال موجودا على ذاكرة هاتفه، حقا لقد سجل الشريط من على هاتفه!

    لم يعلم الدكتور علي مالذي يتوجب عليه فعله؟ فالشريط لا يزال على هاتفه كما أنه قد حمل على اليوتوب من حسابه الذي يحمل إسم علي باشا ومن حسن حظه أن باشا ليس إسمه الحقيقي، فهو مجرد إسم مستعار يستعمله في حساباته على شبكة الانترنت.

    بعد تفكير طويل لم يكن هناك خيار أمام دكتور علي سوى الإتصال بمساعدته ريم لأنها الشخص الوحيد الذي يتق به.

    _ألو، مالأمر أيها الدكتور علي؟

    _تعالي بسرعة إلى منزل الأمر طارئ

    إستغربت ريم من كلمات الدكتور علي لكنها إستشعرت أهمية الموضوع من نبرة صوته لتتجه بسرعة ناحية منزله، وما هي إلا دقائق قليلة لتكون بجانبه أمام حاسوبه تنظر إلى شريط الفيديو المحمل من حسابه، وبعدها بلحظات كانت عيناها تجحظ وهي تنظر لشريط الذي لايزال مسجلا بذاكرة هاتفه.

    _لكن كيف هذا يا دكتور علي؟

    _لا أعلم ياريم فهاتفي لا يفارق جيبي، كما أن لا أحد يملك كلمة السر الخاصة بحسابي، وكما تعلمين فأنا أعيش وحيدا.

    _قد تكون تعرضت للإختراق أو شيء من هذا القبيل!

    _أجل هذا ممكن مع حسابي لكن مستحيل مع هاتفي

    _وكيف ذلك؟

    _أنا لا أستعمل أية شبكة أنترنت على هاتفي أو أي تطبيق خارجي، كل ماأستعمله هو شريحة الإتصال.

    _حقا! هذا أمر غريب.

    قالتها ليصمت الطبيب للحظات ثم أشار بيده إلى الدرج بالقرب من الكرسي حيث تجلس ريم أمام الحاسوب، فتحت الدرج لتخرج الوصلة التي تربط هاتف الدكتور بالحاسوب ليقول علي:

    _هذه الوصلة لقد كانت في غرفة نومي ولم أقم باستخدامها أبدا، ولا أعلم كيف وصلت للدرج هناك!

    قالها ليعم الصمت المكان للحظات دفع ريم لتفكر في أن الدكتور علي حقا هو الفاعل، فكل دليل يشير إليه، لكن لماذا يقوم بإستدعائها وطلب مساعدها اذا كان هو الفاعل حقا! فرغم الدلائل التي تشير إليه فقد كانت متأكدة أنه لا يعلم شيء عن شريط الفيديو وأنه بالفعل يطلب مساعدتها.

    غاصت ريم في تفكيرها بينما إتجه الدكتور علي للمطبخ ليحظر علبة نبيذ وكأس عصير قائلا:

    _تفضلي هذا عصير فأنا أعلم أنك لا تشربين النبيذ يا ريم

    _شكرا أيها الدكتور، والأن يجب أن نجد مخرجا من مشكلتك هذه

    نظر الدكتور علي لريم طويلا وهي تحتسي كأس العصير، بينما قام هوا بأخد رشفة من النبيذ الأحمر ليقول:

    _يستغرق الأمر دقيقتان لتبدأ الأعراض، وبعدها يستغرق دقيقة واحدة من الألم الشديد وإذا كان الشخص محظوظا فسيفقد الوعي وبهذا ينجو من الثلاث الدقائق التي يستغرقها الجسم للموت أثناء الإحتراق.

    _نظرت ريم باستغراب للدكتور وهو يلقي كلماته على مسمع منها ليكمل:

    _في المجموع هي إذا 5 دقائق وينتهي كل شيء

    _مالذي تقوله يا دكتور علي فأنا لا أفهم قصدك؟

    _ لا عليك ستفهمين بعد قليل فبالفعل قد مرت 40 ثانية..

    وقبل أن يكمل الدكتور كلامه بدأت ريم في الإحساس بحرارة جسمها ترتفع لتبدأ كأس العصير في الإنزلاق من يدها ساقطة على الأرض ليكمل الدكتور قائلا :

    _إذا أردتني قول كلمة أخيرة فتفضلي لأن النيران ستلتهم حنجرتك في البداية ولن تستطيعي الكلام أو الصراخ.

    _ مالذي يحص هنا أيها الدكتور ؟ كيف تفعل هذا؟ ولماذا طلبت مساعدتي وقمت بتمثيل دور البريء؟..

    قالتها ريم وقد أحست بأن جسدها يحترق من الداخل، وتبدأ أنفاسها في نفث دخان ساخن كأنها بركان ثائر، ليقول الدكتور:

    _لم أكن أمثل، فحقا ذلك الدكتور الغبي لا يعلم شيء هو الأخر!

    لم يكن لريم الوقت الكافي للإستغراب من كلام الدكتور فقد بدأت تحس بالإغماء بسبب الحرارة الشديدة ذاخل جسدها، لكن الدكتور أكمل كلامه :

    _أنا شخص والدكتور شخص أخر، كل مايجمعنا هو هذا الجسد، أعتقد أن هاذ ماتطلقون عليه مرض الفصام في الطب أليس كذلك؟ لكن لا تهم الأسامي، فقبل فترة كنت أظهر عندما ينام الدكتور الغبي وأفعل ماأريد، فعلى مايبدو أن دراسة هذا الغبي للطب أفادتني لأخترع ذلك الفتيل المسبب للإحتراق البشري الذاتي، فكما يقولون إن لم تستطع إجاد شيء تبحث عنه فلتخترعه بنفسك ( في الحقيقة إخترعت هذه المقولة الآن).

    كانت النيران تغادر جسد ريم إنطلاقا من فمها لتسقط على الأرض وقد إنصهر جسدها بالكامل إلا أطرافها التي بقيت سالمة، نظر لها الدكتور بعينيه والإبتسامة لا تفارق شفتيه ليخرج بعدها عقارا صغيرا من جيبيه وقد وضعه في قنينة النبيذ التي لم تفارق يده قائلا:

    _بهذا العقار الذي إستغرقت عمري في إبتكاره تمكنت من إختراع فتيل الإحتراق الذاتي البشري، والأن لم يبقى سوى غبي واحد يجب أن أحرقه.

    قالها وقد بدأ في الشرب بشراهة حتى إرتوى ثم قال:

    _والأن فل تستيقظ أيها الدكتور سأمنحك شرف قيادة هذا الجسم لآخر مرة في عمرك!

    قالها لتغيب تلك الإبتسامة من على محياه بينما حل محلها وجه قد جحظت عيناه وهو ينظر إلى جثة ريم في غرابة، وإلى قنينة النبيذ الفارغة في يده.

    _ما هذا؟ ما الذي يحدث هنا؟ كيف..؟

    قالها الدكتور علي مستغربا من كل ما حوله فآخر ما يتذكره هو إشارته للوصلة في الدرج وإخبار ريم عنها!، لقد أحس كأن جزء من شريط حياته قطع، شيء مفقود من ذاكرته ثم قال:

    _تبا، لطالما أحسست أن أجزاء من ذكرتي مفقودة

    قالها ليبدأ ذلك الإحساس بحرارة جسمه بالإرتفاع، كان كل شيء من حوله يصبح غير واضح وإحساس شديد بالإغماء، وحرارة جسمه لا تكف عن الإرتفاع، ليسقط بعدها على الأرض مغما عليه وماهي إلا لحظات حتى كانت النيران تلتهم جسده كاملا...لتسجل حالة أخرى من حالات الإحتراق البشري الذاتي.


    _إنه مخدر جديد يا سامي لقد إشتريته من أحد الباعة الجدد وقد أخبرني أنه سيأخدنا لعالم آخر

    _حقا يا محمد! إذا لنجربه

    قالها ليخرج محمد عقارين من جيبه منح واحدا منها لسامي، ولا داعي لإكمال ما حدث بعدها فلك أن تتخيل جثة الصديقين منصهرتين بجانب بعضهما ما عادا أطرافهما الثمانية!...لقد أخدهما العقار إلى عالم آخر حقا!!








    هشام_السفريوي

  2. #2
    من أهل الدار
    تاريخ التسجيل: August-2019
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 8,363 المواضيع: 8
    التقييم: 25041
    هما يحترقون وبس ، دنا وبقرا كانت ريحة الدخان وصلالى ___ شكرا يفقار علنشر

  3. #3

  4. #4
    احساس شاعر
    منورين حبايب

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال