أقرّب قدميّ إلى المدفأة .. و أفكر بالشتاء .. أقلق منه كأي خشبة في كومة الحطب القريبة .. يصيبني الهلع من فكرة الزكام .. ماذا لو أن التاريخ أصابه الزكام فعطس سنة سيئة سبق و عانيت منها ؟! عطس سنة فتناثرت الذاكرة كرذاذ يصعب مسحه ؟! ماذا لو طالت العدوى أنف الأشياء الصغيرة فكبرت هواجس تُشعل حمى الأرق ؟؟
أهرب إلى دفء التعليقات بمنشور سريع ( لا أجد نفسي) فتنهال علي التعليقات الساخرة .. أشعر بالبرد .. أقرب قدمي أكثر إلى المدفأة .. تعليق آخر ( لن تجدها خارج نفسك) لا أعرف صاحبة التعليق .. اسمها غريب ( بدل تالف ) أرد عليها ( أيمكن أن نصدر بدل فاقد؟؟؟) فتجيب ( نحن لا نفقدها .. هي تتلف فحسب .. الذين يفقدون أنفسهم لا يشعرون بالفقد ) .. أبتعد عن المدفأة .. و أتناول خافض الحرارة .. و أنام .... كما تفعل كل الأحداث المؤلمة التي تستيقظ بعد ال ١٢ ليلًا بتوقيت ميسان .