يتحدث علي الوردي في هذا الفصل عن الاطار الفكري وهو عبارة عن اطار لا شعوري يقيد تفكير الانسان ويجعله ينظر إلى الامور من منظار معين وهذا الاطار ينتج من علاقة الانسان ببيئته وتأثره بها.. وهذا الاطار الاشعوري لا يستطيع الانسان التخلص منه تماماً فهو اطار لا شعوري والانسان لا يستطيع التخلص من شيء لا يشعر به.. والانسان المبدع هو من يدرك وجود هذا الاطار فهو متحيز في تفكيره ولكنه لا ينكر مع ذلك تحيزه الفكري.. وينقسم عناصر الاطار الفكري إلى: قيود نفسيه: مثلاً كعشق انسان لشخصية تاريخيه وجد فيها اشباع لبعض رغباته المكبوته كحب القوة.. فهو يجد في نفسه نقصاً سدته هذه الشخصية قيود اجتماعية : كصراع بين شخصين كل منهما من طائفه مختلفه.. وكل منهما يبرز البراهين والادله على انه على حق.. وحينما يجد ان الآخر غير مقتنع يأخذ بشتمه وسبه لانه متعصب ويرفض الحق وهما بذلك كرجلين يقفان امام هرم , احدهما يقول ان لونه اصفر والآخر ان لونه ازرق , والواقع ان الهرم اصفر من ناحية وازرق من الناحية الأخرى.. ولكن كل واحد منهما ينظر للهرم من الناحية التي يقف عندها ولا يقبل ان يذهب للناحية الاخرى ليتأكد قيود حضارية : وهي القيم التي تختلف مثلا بين البدو والامريكان.. فالبدوي مثلا يرفض حدوث اية علاقة بين ابنته مع رجل غريب.. بينما يجد الأمريكي الامر طبيعياً وعادياً
باختصار الانسان متحيز بشكل أو بآخر في تفكيره.. وان مشكلة النزاع البشري هي مشكلة المعايير والمناظير قبل ان تكون مشكلة الحق والباطل وما كان الناس يحسبون انه نزاع بين حق وباطل هو في الواقع نزاع بين حق وحق آخر , فكل متنازع في الغالب يعتقد انه المحق وخصمه المبطل ولو نظرت إلى الامور من نفس الزاوية التي ينظر منها اي متنازع لوجدت شيئاَ من الحق معه قليلاً أو كثيراً تقول مدام شتايل في قول لها مشهور : لو عرفت كل شي , لعذرت كل فرد والانسان العبقري هو الانسان الذي يستطيع ان يتحرر جزئياً من اطاره الفكري