أريد أن أهدأ و لو لثانية أيها الوقت
للتو خرجت من مشنقة الأمس
نعم الأمس
الأمس الذي يأتي في كل لحظة
تعبت منه كثيرا وهو لم يتعب مني
لا قدرة لي لتحمل يوم جديد
أريد أن أبقى على سريري نائما إلى الأمس
اه ما أقبح هذا الأمس
إنه يغالطني حتى في الحديث
كلما تكلمت قفز إلى لساني
و قال ما لم أرد قوله
اللحظة الوحيدة التي كان فيها جميلا
حين سألني صديقي متى التقيت بها؟
قلت له بالأمس
لهذا فقد قررت بعد تكسر أهدابها على يد اليوم
أن لا أذهب إليه
أيها الحب
لماذا لا تحمل كل تفاصيلك من جسدي؟!..
ما جدوى بقائك الميت في قلب لا ينبض؟!..
و أنتِ أيتها الحياة
اذهبي إلى سواي
فأنا رجل لا يحمل حتى ساعة في يده
و لا يحمل في جيبه حتى هاتف صغير ليضبط به الوقت أو يحدد به مكانه إذا اتصلت به صدفة لا يلتقي بها
أنا رجل مجروح أيتها الحياة
مجروح من الأمس و الغد و من اليوم الذي يأتي غصبا عني كل صباح كرسائل العزاء التي لا أريدها
و من هذا الهواء الذي يتصاعد من رئتي بلا فائدة
مجروح مني و من تفاصيل الغياب الجارف لكل شيء
كل شيء بلا استثناء
الوطن،
الحبيبة،
الأصدقاء،
الورود،
الأغنيات،
المدرسة
الكتب
كل شيء بلا استثناء
فمتى أغيب أو تغيب أنت أيها الوقت؟!...
م