متابعة- الاتجاه- تقارير
اجمع المتظاهرون على عدد من المطالب المشروعة منذ انطلاق التظاهرات المطلبية الساعية لإصلاح الوضع السياسي، وجاء في طليعة تلك المطالب تعديل الدستور وتغيير قانون الانتخابات وتبديل المفوضية بشخصيات جديدة، بالإضافة الى المضي لاجراء انتخابات مبكرة.
واتفقت النخب المشاركة في التظاهرات على تلك المطالب بالدرجة الرئيسية، الا انه ومع مرور الوقت دخلت عدة جهات على خط التظاهر، واخذت تسحب مساراته الى منعطفات خطيرة لم تأت ضمن المطالب الإصلاحية، بل اثرت سلباً على قضايا مهمة ومفصلية من ضمنها “تعطيل الدوام” في المدارس والجامعات، لاسيما في المحافظات الجنوبية، حيث شكلت جهات مجهولة ما يعرف بـ”فوج مكافحة الدوام” واخذت تلك المجاميع تجوب الشوارع وتهدد مدراء المدارس من مغبة الدوام، وكتبت على جدران بعض المدارس “مغلق بأمر الشعب”.
وعلى الرغم من دخول العام الدراسي الجديد بشهره الثالث الا ان التعطيل بات شبه تام ، وسط ضعف وغياب للجهات المختصة التي أخفقت الى الان بإعادة المدارس في المحافظات الجنوبية الى وضعها الطبيعي.
مختصون حذروا من خطورة تعطيل الدوام الرسمي، وحملوا جهات “مخربة” من خارج التظاهرات بحرف مسارها وزج التعليم في خضم الاحداث الجارية.
وبهذا الجانب يرى الباحث الاجتماعي الدكتور ولي الخفاجي، ان التظاهرات الجارية في المحافظات الجنوبية، استطاعت ان تحقق الكثير من المطالب عبر النزول للشارع والمطالب بالحقوق، الا ان زج التعليم لم يكن ضمن مطالب المتظاهر.
وقال الخفاجي في تصريح صحافي، ان “التظاهرات ليست بحاجة الى تعطيل الطفل عن مدارسه والتأثير على مستواه التعليمي، لان الكثير من الوسائل البديلة يمكن استخدامها كورقة ضغط على الحكومة”.
وأضاف ان “تعطيل الدوام سينعكس سلباً على اهداف وطموحات المتظاهرين، وسيؤثر على واقع التعليم وعلى العملية التربوية”.
ولفت الى ان “هنالك من يحاول الاستفادة من هذه الفوضى التي لا تصب في مصلحة الجميع”، مؤكداً ان “مسؤولية الحفاظ على التعليم لا يقع على عاتق الدولة فقط، وانما على جميع المثقفين والنخب، وحتى على المتظاهرين”.
من جانبه اكد النائب وعضو لجنة الامن والدفاع عبد الخالق العزاوي، ما يسمى بـ”فوج مكافحة الدوام” لا يمت للمتظاهرين بصلة، ولا ينسجم مع مطالبهم السلمية.
وقال العزاوي في تصريح صحافي، إن “اللجنة ترفض تشكيل أي حركة تهدف إلى حرف مسار التظاهرات”، مشيرا إلى أن “اللجنة تضغط على القيادات الأمنية لتأمين التظاهرات من اجل الحفاظ على سلميتها، واخراج كل من يحاول حرف مسارها”.
وأضاف، أن “هنالك جملة من الخطوات تقع على عاتق المتظاهرين، من خلال ابعاد المندسين والمخربين الذي يحاولون حرف مسار الحركة الإصلاحية عبر طرق غير قانونية”.
ولفت إلى أن “اللجنة تسلمت اشعارات وشكاوى من شيوخ عشائر في محافظتي ذي قار وواسط سجلت خروق في المدارس من قبل ما يسمى بفوج مكافحة الدوام”.
يشار الى ان إدارات المدارس في المحافظات الجنوبية، اشتكت من مداهمة عدد من الملثمين لمدارس الابتدائية والثانوية، وتهديد كوادرها، واغلاقها جبراً بالتزامن مع انطلاق التظاهرات التي شهدتها المحافظات الجنوبية منذ بداية (1/10/2019).
المصدر- المراقب العراقي
يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا