من 12 عام تقابل شاب وفتاة في مقتبل عمرهما وبدايته، أحبا كل منهما الآخر بكل ما أوتي من قوة ولكن دائما ما كانت الظروف أكبر منهما والقدر ليس في صالحهما، ففي البداية تزوجت الفتاة رغما عنها من ابن عمها ولأنها كانت تحب الشاب بشدة لم تستطع إكمال حياتها الزوجية ففرت هربا منه إلى بيت أهلها بعدما طلبت منه الطلاق، ولأنها كانت مصممة على قرارها لم يستطع لا زوجها ولا أهلها ردعها عنه إذ قالت للجميع بعلو صوتها: “عندما تزوجته أرضيتكم بفعلي هذا جميعا ولكني الآن سأتركه مرضاة لنفسي”، واجهت كثيرا من الصعوبات والتحديات ولكنها أصرت على تنفيذ قرارها وبالفعل تمكنت أخيرا من التخلص من حياتها التي لطالما كانت غير راضية عنها.
في الجانب الآخر:
بعد مرور ثلاث سنوات استطاعت الفتاة أن تفك أسرها من زواج لم تعتبره إلا ثقلا على كاهلها، ولكن الشاب كان أخيرا قد اقتنع بكلام أبويه فتزوج فتاة كان قد اختارها له والده، وبيوم طلاق الفتاة كان زواج الشاب من واحدة أخرى غيرها حيث أنه لم يكن يعلم أن فتاته وملكة قلبه قد تركت زوجها وأنها أصبحت أخيرا حرة، ولم يعلم إلا بعد مرور ثلاثة أشهر من زواجه، فقرر الزواج منها ولكن زوجته قد أصبحت حاملا بابنه فكيف له أن يفعل بها هكذا؟!
حيرة دائمة:
لم تكن علاقة تجمع بينهما سوى الحب الذي جعله الله في قلبيهما إلى أن تقابلا ذات مرة بمركز تجاري وفضحت عيونهما الأمر وكشفت عن سرهما القديم، كان الشاب قد أخذ زوجته الحامل إلى زيارة الطبيب للاطمئنان على سلامة الجنين، وبالصدفة كانت الفتاة تشتري بعض الأغراض اللازمة للمنزل فتقابلا ولكن من الجدير بالذكر أن الشاب لمحها من بعيد ومازالت عيناه لم تفارقها إلى أم اقتربت الفتاة منه في مشيتها وحينها وقعت عينا كل منهما على الآخر واستمرت نظرات الحب للحظات، ودون أي كلمة من الاثنين رحلا، وبقلب كل منهما حزن يكفي العالم بأسره، الشاب يعلم أن الفتاة تركت زوجها ودمرت حياتها لأنها أحبته بصدق كامل، والفتاة تعلم أن لطالما رفض الزواج من أجلها وكمه مثلها أجبر في الأخير عليه، ولكن أكثر شيء أوجعها عندما رأته مع زوجته فتمنت أن تكون مكانها.
غيرة زوجة:
ولكن زوجته من جانب آخر أذاقته نار الغيرة إذ أنها رأت بأم عينيها كل ما دار في المركز التجاري من نظرات أوجعت قلبها وجعلتها تشعر بالنقص وقلة الحيلة، ولم تتكلم الزوجة الذكية الخائفة على سلامة منزلها وأمانه إلا بعدما علمت القصة كاملة، وبعدها تكلمت مع زوجها بهدوء شديد، في البداية لم يستطع الزوج فعل شيء في مصلحة حبيبة قلبه خوفا على زوجته وعلى ابنه الذي تحمله، وبعد عدة شهور وضعت الزوجة صغيرا جميلا، وهنا أخذ الزوج قرارا حاسما بأنه يريد الزواج من حبيبته ولكن هنا لقي رفضا شديدا من أهله ومن كطل من يعرفه، كيف له أن يتزوج من أخرى وقد أكرمه الله سبحانه وتعالى بزوجة صالحة ومولود في غاية الجمال؟!
وللقدر أحكام تذهلك:
وفي الوقت الذي استطاع فيه الشاب أن يأخذ قرارا لا رجعة فيه بخصوص حبيبته وأن يجعلها ملكا له للأبد، وبالفعل تقدم لخطبتها ووافق كل الأهل والأقارب بموافقتها عليه وُضع الشاب في معادلة صعبة إذ قرر أهل زوجته الطلاق منها وتخليه عن ابنه المولود وحضانته، ولأن أباه هو من اختارها له وقف في صف زوجة ابنه وأهلها على حساب وخاطر ابنه كسير القلب، ولأن الفتاة كانت دائما تحبه حلت له تلك المعادلة الصعبة فقررت رفض الزواج منه، وقبلت بأول عريس تقدم لخطبتها، وهكذا كان فراق موجعا لقلب كليهما، ففي كل مرة يأتي إليهما القدر ليبتسم أخيرا يكون قد خبأ لهما الكثير والكثير من الأحزان والأوجاع.