بسم الله الرحمن الرحيم

(فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَناوَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبينَ )

«سورة آل عمران / الآية 61»


أبعاد البحث

إنّ آية المباهلة هي إحدى الآيات الاُخرى المتعلّقة بولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام)والحسن والحسين (عليهما السلام)، في هذه الآية الشريفة التي تتحدّث عن موضوع المباهلة بين المسلمين ونصارى نجران تثبت من جهة حقّانيّة الإسلام ورسوله الكريم (صلى الله عليه وآله)ومن جهة اُخرى تبين سمو مقام أهل بيت النبي (عليهم السلام) وعلو درجتهم، ومن جهة ثالثة بالإمكان إثبات ولاية وخلافة أميرالمؤمنين (عليه السلام) بواسطتها.

مقدّمة

قبل الشروع بتفسير آية المباهلة الشريفة نرى من اللازم التنبيه على نقطتين :

1 ـ المباهلة آخر الدواء

إنّ الآيات 35 إلى 60 من سورة آل عمران تتحدّث عن النبي عيسى (عليه السلام) وتذكر في طياتها قصة ولادة هذا النبي الكريم ومقاماته المعنوية وشخصية اُمّه وفضائلها الكريمة وحديثه مع الملائكة والمائدة السماوية ومسائل اُخرى، وبعد كلّ هذه الأبحاث المطوّلة عن النبي عيسى (عليه السلام)يوصي الله تبارك وتعالى نبي الإسلام ويقول بأن النصارى بعد بيان كلّ هذه الاُمور بشكل منطقي ومستدل لو لم يقبلوا الإسلام واختاروا طريقاً آخر وأصرّوا على عنادهم فعليك بمباهلتهم ليتّضح الحقّ.


2 ـ ماذا تعني المباهلة ؟

«المباهلة» من مادة «بَهْل» ويعني في لغة العرب ترك الشيء، والعرب عندما تلد الناقة يشدون على ثدييها لئلاّ يشرب طفلها جميع اللبن في ضرعها ولكن أحياناً يفتحون الضرع ليشرب طفل الناقة ما يشاء من اللبن، فيقال حينئذ لهذه الناقة التي انفتح ضرعها «ابل باهل».
وأما في الإصطلاح فلها معنى آخر فهو : عندما يتقدم شخصان للحوار فيما بينهما بأدلة عقلية ومنطقية ولا يستطيع أحدهما إقناع الآخر برأيه وعقيدته فهنا يحقّ لكلِّ واحد منهما أن يباهل الآخر ويقول : «إذا كنت أنا على الحقّ وأنت على الباطل فعليك غضب الله»، ويكرر الآخر هذه العبارة، فيقال لهذا العمل مع توفر شرائطه «مباهلة».
ومن الواضح أن هذا المعنى الإصطلاحي يرتبط بالمعنى اللغوي لأن الشخص الذي يدّعي أنه على حقّ يقول : إنني أترك الطرف الآخر لقضاء الله واُحيله إلى قدرة الله.


الشرح والتفسير
الدعوة إلى المباهلة

(فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ) أي : أيّها النبي بعد البحث والمناقشة مع هؤلاء النصارى عن عيسى ابن مريم (عليهما السلام) وبعد تقديم الأدلّة المتقنة والبراهين الساطعة حول تفاصيل حياة عيسى ابن مريم فإنهم إذا أصرّوا مع ذلك على عنادهم ولجاجتهم ولم يبصروا الحقّ والحقيقة فهناك طريق آخر لاستمرار الدعوة الإلهية وهو اختيار المباهلة معهم.
(فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْنائَنا وَأَبْناءَكُمْ وَنِسائَنا وَنِساءَكُمْ وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ).
في هذا المقطع من الآية الشريفة يعيّن القرآن الأشخاص الذين سيشتركون في مراسم المباهلة، وعليه يوجّه الخطاب إلى النبي الأكرم ويقول : أيّها النبي قل لهؤلاء تعالوا لنتباهل وليأتي كلُّ طرف منا بأربع فئات من جماعته وأهل ملّته ليشتركوا في هذه المراسم :
1 ـ رئيس المسلمين، أي النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) من جهة ورئيس نصارى نجران من جهة اُخرى.
2 ـ أبناءنا وأبناءكم.
3 ـ نساءنا ونساءكم.
4 ـ أنفسنا وأنفسكم.
وسيأتي في الأبحاث اللاحقة الكلام عن المراد من «أبنائنا» و «نسائنا» و «أنفسنا» بشكل مفصل.
(ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللهِ عَلَى الْكاذِبينَ) فبعد أن ذكرت الآية الشريفة الطوائف الأربع المفروض اشتراكهم في مراسم المباهلة، ذكرت كيفية إجراء هذه المراسم بأن تتم بهذه الصورة : إن كلُّ شخص كاذب ويدّعي أنه على الحقّ كذباً وزوراً فإن عليه لعنة الله وعذابه، ليتّضح الحقّ للناس وتتجلّى معالم الحقيقة للجميع.


هل تحققت المباهلة ؟

وهنا يثار سؤال: هل تحققت مراسم المباهلة وفقاً للشروط التي ذكرها القرآن الكريم؟ وفي صورة تحقّقها فماذا كانت النتيجة ؟
الجواب : إنّ القرآن الكريم لم يذكر شيئاً عن وقوع المباهلة في الواقع الخارجي ولا يمكننا استيحاء وقوعها من سياق الآيات الكريمة، ولكنّ هذه الواقعة معروفة ومشهورة في تاريخ الإسلام.
فطبقاً لما ذكرته كتب المؤرخين أن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) طرح موضوع المباهلة وكيفيتها مع نصارى نجران وعيّن اليوم الخاصّ لإجراء المباهلة، ولكنّ الاسقف الأعظم للنصارى الذي يعدّ أعلى مقام ديني لدى النصارى قال لهم :
«انظروا محمّداً في غد، فإن غدا بولده وأهله فاحذروا مباهلته. وإن غدا بأصحابه فباهلوه فإنه على غير شيء».
وعلى أيّة حال فقد حل اليوم الموعود وشاهد النصارى النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قادماً ومعه طفلين هما الحسن والحسين (عليهما السلام) وكذلك علي وفاطمة (عليهم السلام)، فقال الأسقف الأعظم عندما رأى هذا المنظر :
«إني أرى وجوهاً لو دعوا الله لاستجاب لهم وفي ذلك هلاككم»(1).
وهكذا امتنع من المباهلة ووافق النبي الأكرم على انسحابهم وتراجعهم.
لقد ذكرت كتب التواريخ قصة المباهلة بشكل مختصر كما مرّ آنفاً، يقول أبوبكر الجصّاص من علماء القرن الرابع الهجري في كتابيه «أحكام القرآن» و «معرفة علوم الحديث» عبارتين جميلتين في هذا الصدد :
1 ـ قال في كتاب «أحكام القرآن» :
إنّ رواة السّير ونقلة الأثر لم يختلفوا في أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) أخذ بيد الحسن والحسين وعلي وفاطمة ودعا النصارى الذين حاجّوه إلى المباهلة(2).
2 ـ ويقول أيضاً في كتاب «معرفة علوم الحديث» :
قد تواترت الأخبار في التفاسير عن عبدالله بن عبّاس وغيره أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أخذ يوم المباهلة بيد علي والحسن والحسين وجعلوا فاطمة ورائهم ثمّ قال : هؤلاء أبناؤنا وأنفسنا ونساؤن(3).
وعلى هذا الأساس هناك روايات وأحاديث كثيرة جدّاً في شأن نزول وتفسير آية المباهلة حيث نكتفي هنا بذكر رواية واحدة منها :
جاء في كتاب صحيح مسلم في باب «فضائل الصحابة» رواية مثيرة وجذّابة رواها سعد بن أبي وقاص : أن معاوية قال لسعد : «ما منعك أن تسبّ أباتراب(4) ؟ قال : أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن رسول الله فلن أسبّه لئن تكون لي واحدة منها أحبّ إليّ من حمر النعم، ثمّ ذكر قصة تبوك عندما استخلف النبي علياً على المدينة، فلما قال الإمام علي : أتخلّفني على النساء والأطفال ؟ قال له رسول الله : «ألا ترضى أن تكون مني كهارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي، والثانية في معركة خيبر عندما أرسل رسول الله الأوّل والثاني لفتح خيبر فرجعا آيسين فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله) : «لأعطينّ الراية غداً لرجل لا يملّ من الحرب ولا يدير ظهره للعدو». فتطاولت الأعناق لذلك، فنظر رسول الله فيهم فلم ير علياً، فسأل عنه فقيل : هو أرمد، فقال : عليّ به، فجاء الإمام علي فتفل رسول الله في عينه فشفي من ساعته فدفع إليه الراية وكان الفتح على يده. وأما «الثالثة» فهي لما نزلت هذه الآية «قل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم...» حيث دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال : اللّهم هؤلاء أهلي...
وقال سعد بعد ذلك لمعاوية : هل يحقّ لي بعد هذا أن أسبّ علياً ؟ فسكت معاوية وندم على
مقولته»(5).


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ


1 . لابدّ من توفّر شرطين لمن يريد الإشتراك في المباهلة :
الأوّل : أن يكون مؤمناً بما يدعي، لأن الشخص الإنتهازي والكذاب لا يجرأ على المباهلة.
الثاني : أن تكون له رابطة قوية مع الله تعالى بحيث إنه إذا رفع يديه للدعاء ودعا على أحد الأشخاص فإن الله يستجيب دعاءه، وقد لاحظ علماء نجران (3 أو 10 أشخاص) توفّر هذين الشرطين في سيماء النبي ومرافقيه فأحجموا عن المباهلة.
2 . أحكام القرآن : ج 2، ص 16 (نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3، ص 48).
3 . معرفة علوم الحديث : ص 50 طبع مصر. (نقلاً عن احقاق الحقّ : ج 3 ص 48).
4 . هذا الكلام يعكس غاية ما فيه الإمام علي من المظلومية وذروة الحقد الدفين في قلوب بني اُمية عليه بحيث اشاعوا سبّه ولعنه بين المسلمين بحيث لو امتنع أحد من سبّه لتعرض للعقاب الشديد، والعجيب من بعض أهل السنّة الذين يدافعون عن بني اُمية ومعاوية مع كلّ هذه الجرائم الفضيعة ويعبّرون عن «مصدر الخبائث» بـ «سيّدنا معاوية» ! !
5 . صحيح مسلم : ج 4، ص 187، ح 32.


من هم أبناءنا، نساءنا، أنفسنا ؟

لا خلاف ظاهراً بيننا وبين أخوتنا من أهل السنّة في أن المراد من «نساءنا» هو فاطمة الزهراء بنت رسول الله (عليها السلام) وكذلك اتّفق علماء الشيعة وأهل السنّة أن المراد من «أبناءنا» الحسن والحسين (عليهما السلام).
وعلى هذا الأساس فإن المحور الأصلي في هذا البحث يدور حول تفسير كلمة «أنفسنا» ولذلك نرى من الضروري تفصيل البحث حول هذه العبارة.
يقول القاضي نورالله الشوشتري في كتابه القيّم «احقاق الحقّ» :
أجمع المفسّرون على أن «أبناءنا» إشارة إلى الحسن والحسين (عليهما السلام) و«نساءنا» إشارة إلى فاطمة (عليها السلام) و«أنفسنا» اشارة إلى علي (عليه السلام).
وذكر آية الله العظمى المرعشي في حاشيته على هذا الكتاب نقلاً عن ستين كتاباً «من كتب أهل السنّة» ما يؤيد هذا المطلب(1)، والمفهوم من هذا الكلام واضح جدّاً بحيث ذكره أهل السنّة قاطبة في كتبهم.
ولكن مع الأسف نجد أن بعض مفسّري أهل السنّة وعلى الرغم جميع هذه الروايات تورطوا بشراك التعصّب والتفسير بالرأي فذكروا تفسيرات مدهشة لهذه الآية الشريفة، ونكتفي هنا بذكر نموذجين منها :
1 ـ يقول الألوسي في «روح المعاني» بعد اعترافه بعدم وجود شخص آخر مع النبي (صلى الله عليه وآله)في المباهلة غير علي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) ومع تأكيده بأنه لا ينبغي لكلّ إنسان مؤمن الشك في هذه المسألة يستعرض دليل علماء الشيعة ويدّعي أن المراد من «أنفسنا» هو النبي نفسه، وأما الإمام علي فيندرج في كلمة «أبناءنا» لأن العرب تطلق على الصهر كلمة الابن أيض(2).
وجواب هذا الكلام واضح جدّاً، لأنه طبقاً لهذه الآية الشريفة فإنّ النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) قد دعى : أبناءنا وأنفسنا ونساءنا، فلو كان المراد من «أنفسنا» هو النبي نفسه فماذا يعني أن يدعو الإنسان نفسه إلى المباهلة ؟
ونظراً إلى أن القرآن الكريم هو أفصح بيان في اللغة العربية فمن المسلّم أنه لا يذكر كلاماً غير فصيح مثل هذا الكلام ولا يأمر النبي (صلى الله عليه وآله) بأن يدعو نفسه، إذن فالمراد من «أنفسنا» لا يمكن أن يكون هو النبي (صلى الله عليه وآله) نفسه قطعاً، مضافاً إلى أننا لم نقرأ في كلام العرب أنهم يطلقون كلمة الإبن على الصهر، ومثل هذا الإستعمال غريب جدّاً ويحمل على المجاز البعيد.
ولا نستغرب من هذه التأويلات والآراء التي هي من إفرازات التعصّب الأعمى بحيث إن مثل هذا التعصّب قد يدفع الإنسان أحياناً ومن أجل حفظ عقائده والدفاع عنها أن يفرض آراءه وعقائده هذه على القرآن الكريم.
2 ـ والأعجب من ذلك من نراه من نظرية «محمّد عبده» في تفسير المنار، فعندما يصل إلى هذه الآية يقول في تفسيرها :
الروايات متّفقة على أنّ النبي (صلى الله عليه وآله) اختار للمباهلة عليّاً وفاطمة وولديهما ويحملون كلمة نسائنا على فاطمة وكلمة أنفسنا على عليٍّ فقط ومصادر هذه الروايات الشيعة ومقصدهم منها معروف(3).
والواقع أن كلام محمّد عبده هذا عجيب جدّاً ومتناقض مع صدر الآية وذيلها، لأنه ادّعى في بداية كلامه اتفاق الروايات على هذا المطلب ولكنه في ذيلها ينسب هذا الرأي إلى الشيعة.
ومضافاً إلى ذلك «كما تقدّم سابقاً» أنّ هذا الكلام مجانبٌ للصواب لأن أكثر الروايات المذكورة وخلافاً لمدّعاه مذكورة في مصادر أهل السنّة.
ونحن لا نملك في مقابل هذا الكلام الواهي سوى إظهار التأسف.
وعلى أيّة حال فإنّ آية المباهلة كما تقدّم بيانه من الآيات المحكمة والصريحة التي تدلُّ دلالة واضحة على ولاية أميرالمؤمنين (عليه السلام) وأبنائه الطاهرين (عليهم السلام).
سؤال : صحيح أن آية المباهلة تعد فضيلة كبيرة لأميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ولكن ما هو ارتباطها بمسألة الولاية والإمامة لأميرالمؤمنين حيث إن البحث هنا يتعلق بالآيات التي تتحدّث عن الولاية والإمامة ؟
الجواب : رأينا فيما سبق أن المراد «أنفسنا» في آية المباهلة هو الإمام عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وعندما يخاطب النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ابن عمه الإمام علي (عليه السلام) بأنه «نفسه» فهل أن مقصوده من ذلك هو المعنى الحقيقي للنفس أو المعنى التنزيلي والإعتباري ؟
لاشكّ أن المعنى الحقيقي غير مقصود هنا، أي أن علي ليس هو النبيّ نفسه، إذن فالمراد من ذلك أن الإمام عليّ (عليه السلام) يتمتع بالفضائل والكمالات والمقامات المعنوية التي يتمتع بها الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، فهو كالنبي في الشجاعة والرشادة والشهامة والتقوى والإيثار وسائر الكمالات والمقامات المعنوية الاُخرى، والنتيجة هي أن الإمام علي (عليه السلام)نازل منزلة النبي(صلى الله عليه وآله) في المقامات والكمالات وتالي تلوه.
ومع الإلتفات إلى هذا المطلب يتّضح أن الخليفة بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله) والذي لابدّ وأن يكون منصوباً من الله تعالى أو الاُمّة الإسلامية هو الشخص الذي يحوز هذه المقامات ويكون مثل النبي في سماته وكمالاته أو في مرحلة دانية منه.
ألا ينبغي أن يكون الشخص الذي ينتخبه الناس لهذا المقام أو يكون منصوباً بالنصب الإلهي لهذا المقام كالنبي (صلى الله عليه وآله) في فضائله وكمالاته وخاصة في مسألة التقوى والعصمة ؟
ومع فرض وجود مثل هذا الشخص ألا يكون قبيحاً لدى العقل انتخاب أشخاص آخرين لهذا المقام ؟
وعلى هذا الأساس فإنّ انطباق كلمة «أنفسنا» على الإمام علي (عليه السلام) يؤدي إلى تجسير العلاقة بين هذا المعنى وبين مفهوم الولاية والإمامة، وبذلك يتم إثبات الولاية لأميرالمؤمنين.



ربّنا : وفقنا لمعرفة قدر هذه النعمة العظيمة وهي ولاية أهل البيت (عليهم السلام) وارزقنا عنايتهم في الدنيا وشفاعتهم في العقبى.


ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــ
1 . احقاق الحقّ : ج 3، ص 46.

2 . روح المعاني : ج 3، ص 189.

3 . المنار : ج 3، ص 322.



من كتاب (آيات الولاية في القرآن الكريم) لآية الله العظمى مكارم الشيرازي