أَلُبْنَى لَوْ أُحِطْتِ اليَوْمَ عِلْمَا
وَ قَدْ لَاقَى الفِرَاسُ أَخَاكِ شَهْمَا
لَشُفْتِ غَضَنْفَرًا لَاقَى سِبَطْرَا
عَثَمْثَمَ بَاسِلًا قَدْ أَمَّ قَرْمَا
تَقَدَّمَ إِذْ رَأَى الإِعْرَاضَ مِنِّي
وَ ظَنَّ بَأَنْ سَيُكْفَى اليَوْمَ صَوْمَا
وَ أبْدَى لِي مَخَالِبَ مُشْهَرَاتٍ
و نَابًا يَقْطَعُ الأَوْصَالَ ضَخْمَا
وَ عَيْنَيْنِ كَأَنَّهُمَا شَرَارٌ
وَ وَجْهًا مِثْلَ يَوْمِ النَّحْسِ جَهْمَا
وَ تَحْتِي ضَامِرٌ هَطَّالُ طَمٌّ
كَأَنَّ إِذَا جَرَى أَبْصَرْتَ سَهْمَا
فَلَوْ شِئْتُ النُّكُوصَ لَكَانَ أَوْلَى
وَ لَكِنَّ الكَرِيمَ يَخَافُ ذَمَّا
وَثَبْتُ لَهُ وَ قَدْ فَارَتْ دِمَائِي
فَهَذِي النَّفْسُ لَيْسَ تُطِيقُ ضَيْمَا
وَ قُلْتُ لَهُ إِذَا مَا كَرَّ نَحْوِي
أَغَرَّكَ أَنْ رَأَيْتَ اليَوْمَ حِلْمَا
تَقَهْقَرْ يَا هِزَبْرُ وَ رُمْ نَجَاةً
فَإِنَّكَ تَرْتَمِي بَطَلًا أَصَمَّا
تَنَحَّى وَ اِطَّلِبْ غَيْرِي طَعَامًا
فَإِنْ لَا تَرْعَوِي تَجِدَنَّ سُمَّا
لَقَدْ أَرْدَتْ قَنَاتَي مَنْ تَرَاهُ
أَشَدَّ قِوًى وَ أَضْخَمَ مِنْكَ جِسْمَا
أَلَا اغْرُبْ وَ اتَّعِظْ ثَكِلَتْكَ أُمٌّ
فَلَسْتَ لِقُوَّتِي نِدًّا وَ خَصْمَا
نَصَحْتُكَ فَاِنْتَصِحْ يَا هِرُّ كَيْ لَا
يُصِيبَكَ مَا أَصَابَ أَبًا وَ عَمَّا
فَلَمَّا لَمْ يَرُمْ إِلَّا نِزَالَا
و سَارَعَ لِلْوُثُوبِ يُرِيدُ حَسْمَا
تَصَاوَلْنَا وَ لِلْعِقْبَانِ حَوْمٌ
وَ رَائِحَةُ الحِمَامِ تُشَمُّ شَمَّا
وَ ثَارَ النَّقْعُ فِي الأَجْوَاءِ إِذْ مَا
هَمَمْتُ بِأَنْ أُطِيحَ بِهِ وَ هَمَّا
طَعَنْتُ الرَّأْسَ مِنْهُ بِسَمْهرِيٍّ
تَرَكْتُ بِهِ عَلَى شِدْقَيْهِ وَسْمَا
وَ جُدْتُ لَهُ بِجَائِشَةٍ أَحَالَتْ
فَرِيصَتَهُ بِبَطْنِ الوَادِ كَومَا
بِأَبَيَضَ مشْرِفِيٍّ لَيْسَ يَنْبُو
حَسِبْتَ إِذَا يُهَزُّ رَأَيْتَ نَجْمَا
وَ قُلْتُ أَلُومُهُ إِذْ مَا تَرَدَّى
أَظُنُّكَ لَنْ تَرَى كَاليَوْمِ يَوْمَا
نَهيْتُكَ يَا هِزَبْرُ فَلَمْ تُحَاذِرْ
فَقَدْ عَجَّلْتَ لِلْأَشْبَالِ يُتْمَا
أَمِثْلِي تَطْمَعُ الأَبْطَالُ فِيهِ
وَ كَانَ الغَيْرُ أَحْسَنَ مِنْكَ فهْمَا
لَقَدْ لاقَيْتَ أَشْوَسَ صَعْتَرِيًّا
كُمَيْتًا أَقْرَعًا جَلْدا أَشَمَّا
وَقَعْتَ عَلَى البَئِيسِ غَدَاةَ يَوْمٍ
كَنَاقَةِ خَالَةِ البَكْرِيِّ شُؤْمَا
و إِذْ أَنَا أَقْلَعُ الأَنْيَابَ دَوَّى
زَئِيرُ اللَّبْوَةِ الحَسْنَاءِ هَزْمَا
لَقَدْ طَلَعَ النَّهَارُ أَيَا عَزِيزِي
تَهَيَّأْ لِلدَّوَامِ كَفَاكَ حُلْمَا
وَ كُفَّ عَنِ الصُّرَاخِ بِجَوْفِ لَيْلٍ
بِصَيْحَاتٍ تَصَمُّ الأُذْنَ صَمَّا
فَأَيْقَظتَ العِيَالَ وَ قَدْ تَبَاكَوْا
فَلَمْ أَسْطِعْ طِوَالَ اللَّيْلِ نَوْمَا
شهم بن مسعود