جادَ العزيزُ على الذليلِ بصفعةٍ
تركَتْ بصحنِ الخَدِّ طابعَ خمسةِ
ومضى العزيزُ يحكُّ راحةَ كفِّهِ
ومضى الذليلُ يَحُكُّ جلدةَ رأسهِ
فظننتهُ احتملَ الهوانَ لحكمةٍ
حتى يعودَ بسيفهِ وبترسِهِ
ولبثتُ أنتظرُ الجبانَ لكي أرى
من بعدِ حكمتِه طلائعَ بأسهِ
حتى عَثَرت به الغداةَ كأنَّه
نسي الذي قد ذاقَهُ في أمسِهِ
فسألتُ عنه فقيلَ هذا من سَعى
ليحكمَ الجنسَ الغريبَ بجنسهِ
فأجبت لا عجب إذا لهوانه
ولكنت أعجب لو سمعت بعكسه
من كان يرضى بالهوانِ لشعبهِ
لا بد أن يَرْضَى الهوانَ لنفسِهِ
م