النتائج 1 إلى 3 من 3
الموضوع:

شذرات من فضائل ومناقب أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)

الزوار من محركات البحث: 13 المشاهدات : 503 الردود: 2
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: June-2018
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 770 المواضيع: 645
    صوتيات: 42 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 784
    آخر نشاط: منذ يوم مضى

    شذرات من فضائل ومناقب أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)

    شذرات من فضائل ومناقب
    أمير المؤمنين الإمام علي (عليه السلام)

    *
    1- عَنْ ابْنِ عَبَاسٍ قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : وَلَايَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَلَايَةُ اللَّهِ ، وَحُبُّهُ عِبَادَةُ اللَّهِ ، وَاتِّبَاعُهُ فَرِيضَةُ اللَّهِ ، وَأَوْلِيَاؤُهُ أَوْلِيَاءُ اللَّهِ ، وَأَعْدَاؤُهُ أَعْدَاءُ اللَّهِ ، وَحَرْبُهُ حَرْبُ اللَّهِ ، وَسِلْمُهُ سِلْمُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَ‏ . (أمالي الصدوق : ص21.)
    2- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَيْدَرٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا أَنَسُ ، اسْكُبْ لِي وَضُوءاً .
    ثُمَّ قَامَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَنَسُ ، أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ مِنْ هَذَا الْبَابِ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَخَاتَمُ الْوَصِيِّينَ .
    قُلْتُ اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ وَكَتَمْتُهُ .
    إِذْ جَاءَ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : مَنْ هَذَا يَا أَنَسُ ؟
    فَقُلْتُ عَلِيٌّ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) .
    فَقَامَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) مُسْتَبْشِراً فَاعْتَنَقَهُ ، ثُمَّ جَعَلَ يَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِهِ عَلَى وَجْهِهِ ، وَيَمْسَحُ عَرَقَ وَجْهِ عَلِيٍّ عَلَى وَجْهِهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لَقَدْ رَأَيْتُكَ صَنَعْتَ شَيْئاً مَا صَنَعْتَ بِي قَبْلُ ؟ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : وَمَا يَمْنَعُنِي وَأَنْتَ تُؤَدِّي عَنِّي وَتُسْمِعُهُمْ صَوْتِي وَتُبَيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ بَعْدِي‏ . (اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ص27.)
    3- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : لَمَّا عُرِجَ بِي إِلَى السَّمَاءِ ، إِذَا أَنَا بِأُسْطُوَانَةٍ أَصْلُهَا مِنْ فِضَّةٍ بَيْضَاءَ ، وَوَسَطُهَا مِنْ يَاقُوتَةٍ وَزَبَرْجَدٍ وَأَعْلَاهَا ذَهَبَةٌ حَمْرَاءُ . فَقُلْتُ يَا جَبْرَئِيلُ ، مَا هَذِهِ ؟ فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : هَذَا دِينُكَ أَبْيَضُ وَاضِحٌ مُضِي‏ءٌ . قُلْتُ وَمَا هَذَا وَسَطُهَا ؟ قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : الْجِهَادُ . قُلْتُ فَمَا هَذِهِ الذَّهَبَةُ الْحَمْرَاءُ ؟ قَالَ الْهِجْرَةُ ، وَلِذَلِكَ عَلَا إِيمَانُ عَلِيٍّ عَلَى إِيمَانِ كُلِّ مُؤْمِنٍ‏ . (معاني الأخبار : ص113.)
    4- عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ (رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا) قَالَتْ‏ :
    كَانَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَلِيلًا ، وَكَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) يُحِبُّ أَنْ لَا يَسْبِقَهُ إِلَيْهِ أَحَدٌ ، فَغَدَا إِلَيْهِ ذَاتَ يَوْمٍ وَهُوَ فِي صَحْنِ دَارِهِ ، فَإِذَا رَأْسُهُ فِي حَجْرِ دِحْيَةَ بْنِ خَلِيفَةَ الْكَلْبِيِّ ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَرَدَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ثُمَّ قَالَ : يَا حَبِيبِي ادْنُ مِنِّي ، لَكَ عِنْدِي مِدْحَةٌ نَزُفُّهَا إِلَيْكَ ، أَنْتَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، وَسَيِّدُ وُلْدِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا خَلَا النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ ، لِوَاءُ الْحَمْدِ بِيَدِكَ ، تَزِفُّ أَنْتَ وَشِيعَتُكَ مَعِي زَفّاً ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَوَلَّاكَ وَخَابَ وَخَسِرَ مَنْ تَخَلَّاكَ ، مُحِبُّو مُحَمَّدٍ مُحِبُّوكَ وَمُبْغِضُو مُحَمَّدٍ مُبْغِضُوكَ ، لَنْ تَنَالَهُمْ شَفَاعَتِي ادْنُ مِنِّي .
    فَأَخَذَ رَأْسَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَوَضَعَهُ فِي حَجْرِهِ . (البحار : ج40، ص16، عن كشف اليقين.)
    5- عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ :
    أَتَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) فَذَكَرَتْ عِنْدَهُ ضَعْفَ الْحَالِ ، فَقَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَهَا : أَمَا تَدْرِينَ مَا مَنْزِلَةُ عَلِيٍّ عِنْدِي ؟ كَفَانِي أَمْرِي وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَضَرَبَ بَيْنَ يَدَيَّ بِالسَّيْفِ وَهُوَ ابْنُ سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَقَتَلَ الْأَبْطَالَ وَهُوَ ابْنُ تِسْعَ عَشْرَةَ سَنَةً ، وَفَرَّجَ هُمُومِي وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ سَنَةً ، وَرَفَعَ بَابَ خَيْبَرَ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً ، وَكَانَ لَا يَرْفَعُهُ خَمْسُونَ رَجُلًا .
    فَأَشْرَقَ لَوْنُ فَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَلَمْ تَقِرَّ قَدَمَاهُ حَتَّى أَتَتْ عَلِيّاً (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَأَخْبَرَتْهُ فَقَالَ كَيْفَ لَوْ حَدَّثَكِ بِفَضْلِ اللَّهِ عَلَيَّ كُلِّهِ‏ . (أمالي الصدوق : ص240.)
    6- عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ :
    أَتَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ فَقُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنِّي جِئْتُكَ أَسْأَلُكَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَاخْتِلَافِ النَّاسِ فِيهِ .
    فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَا ابْنَ جُبَيْرٍ ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ مِنَ الْأُمَّةِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) نَبِيِّ اللَّهِ ، جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ رَجُلٍ كَانَتْ لَهُ ثَلَاثَةُ آلَافِ مَنْقَبَةٍ فِي لَيْلَةٍ وَاحِدَةٍ وَهِيَ لَيْلَةُ الْقِرْبَةِ ، يَا ابْنَ جُبَيْرٍ جِئْتَنِي تَسْأَلُنِي عَنْ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ وَوَزِيرِهِ وَخَلِيفَتِهِ وَصَاحِبِ حَوْضِهِ وَلِوَائِهِ وَشَفَاعَتِهِ . وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ ، لَوْ كَانَتْ بِحَارُ الدُّنْيَا مِدَاداً وَالْأَشْجَارُ أَقْلَاماً وَأَهْلُهَا كُتَّاباً فَكَتَبُوا مَنَاقِبَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَفَضَائِلِهِ مِنْ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الدُّنْيَا إِلَى أَنْ يَفْنِيَهَا مَا بَلَغُوا مِعْشَارَ مَا آتَاهُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى .‏ (أمالي الصدوق : ص333.)
    7- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيُ :
    كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِمَكَّةَ ، إِذْ وَرَدَ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ طَوِيلُ الْقَامَةِ عَظِيمُ الْهَامَّةِ ، مُحْتَزِمٌ بِكِسَاءٍ وَمُلْتَحِفٍ بِعَبَاءٍ قُطْوَانِيٍّ قَدْ تَنَكَّبَ قَوْساً لَهُ وَكِنَانَةً .
    فَقَالَ لِلنَّبِيِّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا مُحَمَّدُ ، أَيْنَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ قَلْبِكَ ؟
    فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بُكَاءً شَدِيداً حَتَّى ابْتَلَّتْ وَجْنَتَاهُ مِنْ دُمُوعِهِ ، وَأَلْصَقَ خَدَّهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ وَثَبَ كَالْمُنْفَلِتِ مِنْ عِقَالِهِ وَأَخَذَ بِقَائِمَةِ الْمِنْبَرِ ثُمَّ قَالَ : يَا أَعْرَابِيُّ ، وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ وَسَطَحَ الْأَرْضَ عَلَى وَجْهِ الْمَاءِ ، لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ سَيِّدِ كُلِّ أَبْيَضَ وَأَسْوَدَ ، وَأَوَّلِ مَنْ صَامَ وَزَكَّى وَتَصَدَّقَ ، وَصَلَّى الْقِبْلَتَيْنِ وَبَايَعَ الْبَيْعَتَيْنِ ، وَهَاجَرَ الْهِجْرَتَيْنِ وَحَمَلَ الرَّايَتَيْنِ ، وَفَتَحَ بَدْراً وَحُنَيْناً ، ثُمَّ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ طَرْفَةَ عَيْنٍ .
    فَغَابَ الْأَعْرَابِيُّ مِنْ بَيْنِ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَقَالَ‏ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِأَبِي سَعِيدٍ : يَا أَخَا جُهَيْنَةَ ، هَلْ عَرَفْتَ مَنْ كَانَ يُخَاطِبُنِي فِي ابْنِ عَمِّي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) ؟ فَقَالَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : كَانَ وَاللَّهِ جَبْرَئِيلُ هَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ، لِيَأْخُذَ عُهُودَكُمْ وَمَوَاثِيقَكُمْ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) . (البحار : ج40، ص10، عن المحاسن.)
    8- سَأَلَ رَجُلٌ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ :
    أَخْبِرْنِي بِأَفْضَلِ مَنْقَبَةٍ لَكَ ؟
    قَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ .
    قَالَ الرَّجُلُ : وَمَا أَنْزَلَ فِيكَ ؟
    قَالَ ‏(عَلَيْهِ السَّلَامُ) : ﴿أَفَمَنْ كانَ عَلى‏ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ‏﴾ ، أَنَا الشَّاهِدُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) . وَقَوْلُهُ‏ ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى‏ بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ﴾‏ ، إِيَّايَ عَنَى بِمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ‏ . فَلَمْ يَدَعْ‏ شَيْئاً أَنْزَلَهُ اللَّهُ فِيهِ إِلَّا ذَكَرَهُ مِثْلَ قَوْلِهِ‏ ﴿إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ‏﴾ . وَقَوْلِهِ‏ ﴿أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ‏﴾ ، وَغَيْرَ ذَلِكَ .
    قَالَ الرَّجُلُ : فَأَخْبِرْنِي بِأَفْضَلِ مَنْقَبَةٍ لَكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ؟
    فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : نَصْبُهُ إِيَّايَ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ ، فَقَامَ لِي بِالْوَلَايَةِ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ .
    وَقَوْلُهُ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : « أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي » .
    وَسَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لَيْسَ لَهُ خَادِمٌ غَيْرِي ، وَكَانَ لَهُ لِحَافٌ لَيْسَ لَهُ لِحَافٌ غَيْرُهُ وَمَعَهُ عَائِشَةُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَنَامُ بَيْنِي وَبَيْنَ عَائِشَةَ لَيْسَ عَلَيْنَا ثَلَاثَتِنَا لِحَافٌ غَيْرُهُ ، فَإِذَا قَامَ إِلَى صَلَاةِ اللَّيْلِ يَحُطُّ بِيَدِهِ اللِّحَافَ مِنْ وَسَطِهِ بَيْنِي وَبَيْنَ عَائِشَةَ حَتَّى يَمَسَّ اللِّحَافُ الْفَرْشَ الَّذِي تَحْتَنَا ، فَأَخَذَتْنِي الْحُمَّى لَيْلَةً فَأَسْهَرَتْنِي فَسَهَرَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِسَهَرِي ، فَبَاتَ لَيْلَةً بَيْنِي وَبَيْنَ مُصَلَّاهُ يُصَلِّي مَا قُدِّرَ لَهُ ثُمَّ يَأْتِينِي وَيَسْأَلُنِي وَيَنْظُرُ إِلَيَّ ، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأْبَهُ حَتَّى أَصْبَحَ ، فَلَمَّا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ الْغَدَاةَ قَالَ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : « اللَّهُمَّ اشْفِ عَلِيّاً وَعَافِهِ فَإِنَّهُ أَسْهَرَنِي اللَّيْلَةَ مِمَّا بِهِ » ، ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) بِمَسْمَعٍ مِنْ أَصْحَابِهِ : « أَبْشِرْ يَا عَلِيُّ ! » قُلْتُ بَشَّرَكَ اللَّهُ بِخَيْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَجَعَلَنِي فِدَاكَ . قَالَ « إِنِّي لَمْ أَسْأَلِ اللَّهَ اللَّيْلَةَ شَيْئاً إِلَّا أَعْطَانِيهِ وَلَمْ أَسْأَلْهُ لِنَفْسِي شَيْئاً إِلَّا سَأَلْتُ لَكَ مِثْلَهُ ، وَإِنِّي دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُوَاخِيَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ فَفَعَلَ ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ يَجْعَلَكَ وَلِيَّ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ فَفَعَلَ‏ » . فَقَالَ رَجُلَانِ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : « أَرَأَيْتَ مَا سَأَلَ ، فَوَ اللَّهِ لَصَاعٌ مِنْ تَمْرٍ خَيْرٌ مِمَّا سَأَلَ ، وَلَوْ كَانَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكاً يُعِينُهُ عَلَى عَدُوِّهِ أَوْ يُنْزِلَ عَلَيْهِ كَنْزاً يَنْفَعُهُ وَأَصْحَابَهُ ، فَإِنَّ بِهِمْ حَاجَةً كَانَ خَيْراً مِمَّا سَأَلَ ، وَمَا دَعَا عَلِيّاً قَطُّ إِلَى خَيْرٍ إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ‏ . (الاحتجاج : ص84.)
    9- عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) وَهُوَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ ، وَعِنْدَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَلَمَّا بَصُرَ بِي تَهَلَّلَ وَجْهُهُ وَتَبَسَّمَ حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى بَيَاضِ أَسْنَانِهِ تَبْرُقُ ثُمَّ قَالَ إِلَيَّ يَا عَلِيُّ إِلَيَّ يَا عَلِيُّ فَمَا زَالَ يُدْنِينِي حَتَّى أَلْصَقَ فَخِذِي بِفَخِذِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ :
    مَعَاشِرَ أَصْحَابِي أَقْبَلَتْ إِلَيْكُمُ الرَّحْمَةُ بِإِقْبَالِ عَلِيٍّ أَخِي إِلَيْكُمْ مَعَاشِرَ أَصْحَابِي إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ رُوحُهُ مِنْ رُوحِي وَطِينَتُهُ مِنْ طِينَتِي وَهُوَ أَخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي عَلَى أُمَّتِي فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي مَنْ أَطَاعَهُ أَطَاعَنِي وَمَنْ وَافَقَهُ وَافَقَنِي وَمَنْ خَالَفَهُ خَالَفَنِي‏ . (أمالي الصدوق : ص22.)
    10- عَنْ قَيْسٍ عَنْ أَبِي هَارُونَ‏ : قَالَ :
    أَتَيْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ فَقُلْتُ لَهُ : هَلْ شَهِدْتَ بَدْراً ؟
    قَالَ : نَعَمْ ! سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) يَقُولُ لِفَاطِمَةَ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَ قَدْ جَاءَتْهُ ذَاتَ يَوْمٍ تَبْكِي وَتَقُولُ : « يَا رَسُولَ اللَّهِ ، عَيَّرَتْنِي نِسَاءُ قُرَيْشٍ بِفَقْرِ عَلِيٍّ ! » فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : أَمَا تَرْضَيْنَ يَا فَاطِمَةُ أَنِّي زَوَّجْتُكِ أَقْدَمَهُمْ سِلْماً وَأَكْثَرَهُمْ عِلْماً ، إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى اطَّلَعَ إِلَى أَهْلِ الْأَرْضِ اطِّلَاعَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ أَبَاكِ فَجَعَلَهُ نَبِيّاً ، وَاطَّلَعَ إِلَيْهِمْ ثَانِيَةً فَاخْتَارَ مِنْهُمْ بَعْلَكِ فَجَعَلَهُ وَصِيّاً ، وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيَّ أَنْ أُنْكِحَكِ إِيَّاهُ ، أَمَا عَلِمْتِ يَا فَاطِمَةُ أَنَّكِ لِكَرَامَةِ اللَّهِ إِيَّاكِ زَوَّجَكِ أَعْظَمَهُمْ حِلْماً وَأَكْثَرَهُمْ عِلْماً وَأَقْدَمَهُمْ سِلْماً .
    فَضَحِكَتْ فَاطِمَةُ (عَلَيْهَا السَّلَامُ) وَ اسْتَبْشَرَتْ ، فَقَالَ‏ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا فَاطِمَةُ ، إِنَّ لِعَلِيٍّ ثَمَانِيَةَ أَضْرَاسٍ قَوَاطِعَ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لِأَحَدٍ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِثْلَهَا ، هُوَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ، وَأَنْتِ يَا فَاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ زَوْجَتُهُ ، وَسِبْطَا الرَّحْمَةِ سِبْطَايَ وُلْدُهُ‏ ، وَأَخُوهُ الْمُزَيَّنُ بِالْجَنَاحَيْنِ فِي الْجَنَّةِ يَطِيرُ مَعَ الْمَلَائِكَةِ حَيْثُ يَشَاءُ ، وَعِنْدَهُ عِلْمُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِي وَآخِرُ النَّاسِ عَهْداً بِي ، وَهُوَ وَصِيِّي وَوَارِثُ الْوَصِيِّينَ‏ . (الإرشاد للمفيد : ص16.)
    11- عَنْ أَبِي حَازِمٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
    قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : يَا عَلِيُّ ، إِنَّكَ تُخَاصَمُ فَتَخْصِمُ بِسَبْعِ خِصَالٍ لَيْسَ لِأَحَدٍ مِثْلُهُنَّ ، أَنْتَ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ مَعِي إِيمَاناً وَأَعْظَمُهُمْ جِهَاداً وَأَعْلَمُهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ وَأَوْفَاهُمْ بِعَهْدِ اللَّهِ ، وَأَرْأَفُهُمْ بِالرَّعِيَّةِ وَأَقْسَمُهُمْ بِالسَّوِيَّةِ وَأَعْظَمُهُمْ‏ عِنْدَ اللَّهِ مَزِيَّةً . (الإرشاد للمفيد : ص17.)
    12- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ :
    لَمَّا زَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) عَلِيّاً فَاطِمَةَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) تَحَدَّثْنَ نِسَاءُ قُرَيْشٍ وَغَيْرُهُنَّ وَعَيَّرْنَهَا وَقُلْنَ : «زَوَّجَكِ رَسُولُ اللَّهِ مِنْ عَائِلٍ لَا مَالَ لَهُ» . فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) : يَا فَاطِمَةُ ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اطَّلَعَ اطِّلَاعَةً إِلَى الْأَرْضِ فَاخْتَارَ مِنْهَا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبُوكِ وَالْآخَرُ بَعْلُكِ ، يَا فَاطِمَةُ كُنْتُ أَنَا وَعَلِيٌّ نُوراً بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ مُطِيعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَخْلُقَ اللَّهُ آدَمَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) بِأَرْبَعَةَ عَشَرَ أَلْفَ عَامٍ ، فَلَمَّا خَلَقَ آدَمَ قَسَمَ ذَلِكِ النُّورَ جُزْءَيْنِ ، جُزْءٌ أَنَا وَجُزْءٌ عَلِيٌّ ، ثُمَّ إِنَّ قُرَيْشاً تَكَلَّمَتْ فِي ذَلِكَ وَفَشَا الْخَبَرُ فَبَلَغَ النَّبِيَّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَجَمَعَ النَّاسَ وَخَرَجَ إِلَى مَسْجِدِهِ وَرَقَا مِنْبَرَهُ يُحَدِّثُ النَّاسَ بِمَا خَصَّهُ اللَّهُ‏ تَعَالَى مِنَ الْكَرَامَةِ وَبِمَا خَصَّ بِهِ عَلِيّاً وَفَاطِمَةَ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) فَقَالَ :
    يَا مَعْشَرَ النَّاسِ ، إِنَّهُ بَلَغَنِي مَقَالَتُكُمْ ، وَإِنِّي مُحَدِّثُكُمْ حَدِيثاً فَعُوهُ وَاحْفَظُوهُ مِنِّي وَاسْمَعُوهُ ، فَإِنِّي مُخْبِرُكُمْ بِمَا خَصَّ اللَّهُ بِهِ أَهْلَ الْبَيْتِ وَبِمَا خَصَّ بِهِ عَلِيّاً مِنَ الْفَضْلِ وَالْكَرَامَةِ ، وَفَضَّلَهُ عَلَيْكُمْ فَلَا تُخَالِفُوهُ فَتَنْقَلِبُوا عَلَى أَعْقَابِكُمْ‏ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ‏ . مَعَاشِرَ النَّاسِ ، إِنَّ اللَّهَ قَدِ اخْتَارَنِي مِنْ خَلْقِهِ فَبَعَثَنِي إِلَيْكُمْ رَسُولًا ، وَاخْتَارَ لِي عَلِيّاً خَلِيفَةً وَوَصِيّاً . مَعَاشِرَ النَّاسِ ، إِنِّي لَمَّا أُسْرِيَ بِي إِلَى السَّمَاءِ وَتَخَلَّفَ عَنِّي جَمِيعُ مَنْ كَانَ مَعِي مِنْ مَلَائِكَةِ السَّمَاوَاتِ وَجَبْرَئِيلَ وَالْمَلَائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ ، وَوَصَلْتُ إِلَى حُجُبِ رَبِّي دَخَلْتُ سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ بَيْنَ كُلِّ حِجَابٍ إِلَى حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ الْعِزَّةِ وَالْقُدْرَةِ وَالْبَهَاءِ وَالْكَرَامَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَالنُّورِ وَالظُّلْمَةِ وَالْوَقَارِ حَتَّى وَصَلْتُ إِلَى حِجَابِ الْجَلَالِ ، فَنَاجَيْتُ رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَقَدَّمَ إِلَيَّ عَزَّ ذِكْرُهُ بِمَا أَحَبَّهُ وَأَمَرَنِي بِمَا أَرَادَ ، لَمْ أَسْأَلْهُ لِنَفْسِي شَيْئاً فِي عَلِيٍّ إِلَّا أَعْطَانِي وَوَعَدَنِي الشَّفَاعَةَ فِي شِيعَتِهِ وَأَوْلِيَائِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِيَ الْجَلِيلُ جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿يَا مُحَمَّدُ ، مَنْ تُحِبُّ مِنْ خَلْقِي ؟﴾ قُلْتُ أُحِبُّ الَّذِي تُحِبُّهُ أَنْتَ يَا رَبِّي . فَقَالَ لِي جَلَّ جَلَالُهُ : ﴿فَأَحِبَّ عَلِيّاً فَإِنِّي أُحِبُّهُ وَأُحِبُّ مَنْ يُحِبُّهُ﴾ . فَخَرَرْتُ لِلَّهِ سَاجِداً مُسَبِّحاً شَاكِراً لِرَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى ، فَقَالَ لِي : ﴿يَا مُحَمَّدُ ، عَلِيٌّ وَلِيِّي وَخِيَرَتِي بَعْدَكَ مِنْ خَلْقِي ، اخْتَرْتُهُ لَكَ أَخاً وَوَصِيّاً وَوَزِيراً وَصَفِيّاً وَخَلِيفَةً وَنَاصِراً لَكَ عَلَى أَعْدَائِي . يَا مُحَمَّدُ ، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَا يُنَاوِي عَلِيّاً جَبَّارٌ إِلَّا قَصَمْتُهُ ، وَلَا يُقَاتِلُ عَلِيّاً عَدُوٌّ مِنْ أَعْدَائِي إِلَّا هَزَمْتُهُ وَأَبَدْتُهُ‏ . يَا مُحَمَّدُ ، إِنِّي اطَّلَعْتُ عَلَى قُلُوبِ عِبَادِي فَوَجَدْتُ عَلِيّاً أَنْصَحَ خَلْقِي لَكَ وَأَطْوَعَهُمْ لَكَ ، فَاتَّخِذْهُ أَخاً وَخَلِيفَةً وَوَصِيّاً وَزَوِّجْ ابْنَتَكَ ، فَإِنِّي سَأَهَبُ لَهُمَا غُلَامَيْنِ طَيِّبَيْنِ طَاهِرَيْنِ تَقِيَّيْنِ نَقِيَّيْنِ . فَبِي حَلَفْتُ وَعَلَى نَفْسِي حَتَمْتُ ، أَنَّهُ لَا يَتَوَلَّيَنَّ عَلِيّاً وَزَوْجَتَهُ وَذُرِّيَّتَهُمَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِي إِلَّا رَفَعْتُ‏ لِوَاءَهُ إِلَى قَائِمَةِ عَرْشِي وَجَنَّتِي وَبُحْبُوحَةِ كَرَامَتِي وَسَقَيْتُهُ مِنْ حَظِيرَةِ قُدْسِي . وَلَا يُعَادِيهِمْ أَحَدٌ وَيَعْدِلُ عَنْ وَلَايَتِهِمْ يَا مُحَمَّدُ ، إِلَّا سَلَبْتُهُ وُدِّي وَبَاعَدْتُهُ مِنْ قُرْبِي وَضَاعَفْتُ عَلَيْهِمْ عَذَابِي وَلَعْنَتِي . يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّكَ رَسُولِي إِلَى جَمِيعِ خَلْقِي وَإِنَّ عَلِيّاً وَلِيِّي وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَعَلَى ذَلِكَ أَخَذْتُ مِيثَاقَ مَلَائِكَتِي وَأَنْبِيَائِي وَجَمِيعِ خَلْقِي مِنْ قَبْلِ أَنْ أَخْلُقَ خَلْقاً فِي سَمَائِي وَأَرْضِي ، مَحَبَّةً مِنِّي لَكَ يَا مُحَمَّدُ وَلِعَلِيٍّ وَلِوَلَدِكُمَا وَلِمَنْ أَحَبَّكُمَا وَكَانَ مِنْ شِيعَتِكُمَا ، وَلِذَلِكَ خَلَقْتُهُ مِنْ طِينَتِكُمَا .
    فَقُلْتُ : إِلَهِي وَسَيِّدِي فَاجْمَعِ الْأُمَّةَ عَلَيْهِ .
    فَأَبَى عَلَيَّ وَقَالَ : ﴿يَا مُحَمَّدُ ، إِنَّهُ الْمُبْتَلَى وَالْمُبْتَلَى بِهِ ، وَإِنِّي جَعَلْتُكُمْ مِحْنَةً لِخَلْقِي أَمْتَحِنُ بِكُمْ جَمِيعَ عِبَادِي وَخَلْقِي فِي سَمَائِي وَأَرْضِي وَمَا فِيهِنَّ ، لِأُكَمِّلَ الثَّوَابَ لِمَنْ أَطَاعَنِي فِيكُمْ وَأُحِلَّ عَذَابِي وَلَعْنَتِي عَلَى مَنْ خَالَفَنِي فِيكُمْ وَعَصَانِي ، وَبِكُمْ أُمَيِّزُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ . يَا مُحَمَّدُ ، وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لَوْلَاكَ لَمَا خَلَقْتُ آدَمَ وَلَوْ لَا عَلِيٌّ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ ، لِأَنِّي بِكُمْ أَجْزِي الْعِبَادَ يَوْمَ الْمَعَادِ بِالثَّوَابِ وَالْعِقَابِ ، وَبِعَلِيٍّ وَبِالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ أَنْتَقِمُ مِنْ أَعْدَائِي فِي دَارِ الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيَّ الْمَصِيرُ لِلْعِبَادِ وَالْمَعَادُ ، وَأُحَكِّمُكُمَا فِي جَنَّتِي وَنَارِي فَلَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَكُمَا عَدُوٌّ وَلَا يَدْخُلُ النَّارَ لَكُمَا وَلِيٌّ وَبِذَلِكَ أَقْسَمْتُ عَلَى نَفْسِي .
    ثُمَّ انْصَرَفْتُ فَجَعَلْتُ لَا أَخْرُجُ مِنْ حِجَابٍ مِنْ حُجُبِ رَبِّي ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ إِلَّا سَمِعْتُ النِّدَاءَ مِنْ وَرَائِي : ﴿يَا مُحَمَّدُ قَدِّمْ عَلِيّاً ، يَا مُحَمَّدُ اسْتَخْلِفْ عَلِيّاً ، يَا مُحَمَّدُ أَوْصِ إِلَى عَلِيٍّ ، يَا مُحَمَّدُ وَاخِ عَلِيّاً ، يَا مُحَمَّدُ أَحِبَّ مَنْ يُحِبُ‏ عَلِيّاً ، يَا مُحَمَّدُ اسْتَوْصِ بِعَلِيٍّ وَشِيعَتِهِ خَيْراً﴾ . فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَى الْمَلَائِكَةِ جَعَلُوا يُهَنِّئُونِّي فِي السَّمَاوَاتِ وَيَقُولُونَ هَنِيئاً لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ بِكَرَامَةِ اللَّهِ لَكَ وَلِعَلِيٍّ .
    مَعَاشِرَ النَّاسِ ، عَلِيٌّ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ ، وَوَصِيِّي وَأَمِينِي عَلَى سِرِّي وَسِرِّ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَوَزِيرِي وَخَلِيفَتِي عَلَيْكُمْ فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ وَفَاتِي لَا يَتَقَدَّمُهُ أَحَدٌ غَيْرِي ، وَخَيْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِي وَلَقَدْ أَعْلَمَنِي رَبِّي تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ، وَوَارِثِي وَوَارِثُ النَّبِيِّينَ وَوَصِيُّ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ مِنْ شِيعَتِهِ وَأَهْلِ وَلَايَتِهِ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ بِأَمْرِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، يَبْعَثُهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَقَاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ ، بِيَدِهِ [لِوَائِي‏] لِوَاءُ الْحَمْدِ يَسِيرُ بِهِ أَمَامِي ، وَتَحْتَهُ آدَمُ وَجَمِيعُ مَنْ وُلِدَ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، حَتْماً مِنَ اللَّهِ مَحْتُوماً مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَعْدٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي فِيهِ‏ وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ‏ وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ‏ . (اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ص157-160.)



  2. #2
    صديق فعال
    تاريخ التسجيل: February-2015
    الدولة: بغداد
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 775 المواضيع: 40
    صوتيات: 3 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 744
    مزاجي: عسل اسود
    المهنة: موظف
    أكلتي المفضلة: دجاج
    موبايلي: IPhone 9
    آخر نشاط: 9/August/2022
    اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم
    جعلها الله في ميزان حسناتكم

  3. #3
    صديق فعال
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Ahmed Ozark مشاهدة المشاركة
    اللهم صل وسلم على نبينا محمد وعلى آله وسلم
    جعلها الله في ميزان حسناتكم
    * أنرت يا طيب *

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال