عندما يشذ الفكر يشذ اﻹنسان ويصبح تصرفه مسؤول وينساق من شذوذ إلى آخر حتى يغرق في شذوذه ليصل إلى درجة اﻷعتقاد أنه على حق و إن اﻷخرين على خطأ وأنه يمتلك الحقيقة المطلقة واﻵخرين بعيدين حتى عن ظل الحقيقة.
وتبقى اﻷشكالية المطروحة ماهو الشذوذ الفكري؟
الشذوذ الفكري هو الخروج عن مسار التفكير المعقول والمتعارف عليه بين الغالبية العظمى للبشر الذين يعيشون في مجتمع ما، والشذوذ الفكري هو اﻷنزلاق واﻷنحطاط واﻷنحراف بالتفكير الذي يقود هذا المجتمع أو ذاك السقوط إلى الهاوية بالمحصلة النهائية بتدمير المجتمع الذي ولد به هذا الفكر الشاذ.
كلمة شاذ تعبر عن الشذوذ الفكري والثقافي في المجتمع، والفكرة الشاذة تترعرع وتنمو في المجتمع اﻹ بتوافر المناخ الملائم اﻷ وهو (اﻷمية والجهل) الذي تغرق به اﻷمة، واﻷمية ليست فقط عدم القراءة والكتابة وإنما أمية المعرفة.
المنطوق الفلسفي للحياة يقول: بأن الفكر هو وليد للمجتمع اﻹنساني، ومن المعلوم أن لكل مجتمع لديه طلاسم وطقوس ومعالم تقوم على مبدأ فلسفة الفكر.
وبما أن اﻹنسان يستنبط قوانينه من خلال التجارب السابقة ومن خلال ما يستجد من تطورات للفترة التي يعيشها ولا يستطيع أن يحدد قوانين دقيقة مستقبلية لقرون قادمة ﻷنه باﻷساس لا يعلم شكل ونوع التطور الذي سيحصل بعده فلذلك الفكر واحداً من التطور العقلي للفرد.
فعندما نلاحظ في مجتمع ما عدم تقبل أراء البعض، وعدم تقبل التطور الحاصل في ذلك المجتمع، وعدم تقبل اﻷفكار اﻷبداعية والتطرق نحو الجهل واﻷمية فكل هذه وغيرها تدل وتؤكد على انفصام شخصية هؤلاء الناس الذين يعيشون في هذا المجتمع واﻷنفصام ماهو اﻹ شذوذ فكري لا غير.
السؤال اﻷهم حول هذا الموضوع وغيره هو، إذا لم نتحمل مسؤولية تغير هذه النظرة السلبية واﻵفة اﻷجتماعية (الشذوذ الفكري)؟
فكيف لنا أن نتحرر إذا لم نتحرر نحن فلن يتحرر المجتمع إذا لم نخرج من الخزانة فإن المجتمع سيبقى في الخزانة، فالخزانة ليست اﻹ للملابس.
وفي نهاية المطاف أقول: قبل اﻷهتمام بنظرة المجتمع، اهتم بنفسك غير من تفكيرك ومعالمك ولو القليل.
قل لنفسك: أفضل أن أكون أنا، أحقق حلمي، أن أنجح، فبنجاحي وفكري ارتفع بمجتمعي، واجعله يرأني ناجحاً