إلى الآن يارب
أحرسُ هذا الوجودَ
و قد نام كلُ الذين به
وبقيت أُراودهُ كي يحبك ثم يُحبَ السلام
إلى الآن يا رب
منذ بدايةِ هذا المساءِ إلى مطلع الشمسِ
أحملُ أوجاعَ هذا الزمان
و أمسحُ دمع اليتامي
و أحتضن الفقراء من الطرقات
و ألعن كل الوحوشِ
التي شربت من دماء الحياة بلا خجلٍ
وأنا يا إلهي
فقيرٌ
و قلبي وحيدٌ
وأيام عمري ضياع
ولكنني مثقلٌ بسواي
أدواي جراحي بتطبيب غيري
و أضحك إن ضحك الناس
أبكي إذا ما استبدَّ بهم عصبةٌ من شرار العساكر أو من شرار النفوس،
إلى الآن يا رب
أرفع كفي
و أدعوك
ثم أصلي
و أحينا أغني
و أشرب كل السجائر
أنفخ في وجه هذا الظلام الدخان
عسى أن يزول
إلهي..
أنا متعبٌ
حد أني إذا مرَّ طيفً علي سأبكي كثيرا
أنا موجعٌ يا إلهي بلا لغةٍ
و بلا أصدقاء
و لا أرض تحملني
لا سماء أطير إليها
إذا أغلقت هذه الأرض أبوابها
و يارب
إني برغم جراحي الطوال،
و رغم تكسر أحلام قلبي
رغم شوقي إلى الحب،
رغم ازدحام الأماني،
تخليتُ عن كل شيء
و عشتُ أصلي لكي تضع الحرب أوزاها
فكم قسمتني السيوف
و كم أكلتني البنادق
كم مسختني الصواريخ
كم بكتِ الأمهات
و كم ناح آباء من ذهبوا للجنون و ليس الجنان
وكل أولئك يا رب يجتمعون بقلبي كل مساءٍ
فلا نومَ أعرفُه أبدا مذ بدأت أفكر يارب كيف أخلص أبنائك الموجعين من الحرب
فعني إلهي و سدد خطاي
فحبي لقلبك يدفعني لمحبة هذا العذاب الطويل
زنداني التهامي