ما لي أراكَ مُجندلاً مقلوبا
ترنو العراقَ بناظِرَيكَ كئيبا
أوَ تاهتِ الأبصارُ عنكَ مغيثةً
لتُساقَ نحْراً للعمودِ سليبا؟
أم أنتَ مُبتَئِسٌ لأنَّ عراقَنا
يُخشى عليه مُعلَّقاً مصلوبا
يا صرخةَ المظلومِ تهتفُ ناذِراً
ممَّنْ تستَّرَ باللثامِ مُريبا
وتحذِّرُ الأجيالِ مِن خِدَعِ العدى
ومنَ المُغامِرِ ناشراً تخريبا
قلْ ما تشاءُ فأنتَ حدٌّ فاصلٌ
ولَقولُكَ الهادي يُنيرُ دُرُوبا
ولأنتَ في كبِدِ السما أيقونَةٌ
للمعدمين فقد رحلتَ خضيبا
فإلى جنانِ الخلدِ هيثمُ منزِلاً
فهناكَ تنظرُ يا شهيدُ رحيبا
ولِمَن سقاكَ الموتَ خزيٌٌ دائمٌ
يومَ المَعادِ ولا ينالُ مَطيبا
ولَيومُ هيثمَ للعراقِ تحوُّلٌ
ومُقوِّمٌ لِمن استثارَ حُرُوبا
حميد حلمي البغدادي