تَعالي نَقُلْ شيئًا حَزِينًا لِناقِدِ
لِيُدْرِكَ أنَّ الحُزْنَ غَيرُ القَصائدِ
ليَعْرِفَ أنَّي حينَ أحْزَنُ أَنْتحي
إليكِ وأجري مثْلَ طِفْلٍ لوالِدِ
وأحْلُمُ بالأيامِ تُهْدي وَسَائدًا
لِرَأْسي ورَأْسًا غَيْرَهُ للوَسَائدِ
تَعالي نَقُلْ شَيْئًا مِن الحُزْنِ نَظْرَةً
وإيماءةً للغائبِ المُتَواجِدِ
ليَعْلَمَ أنَّي حينَ أحْزَنُ أشتَهي
بِلادًا سِوى هذي التي في الجَرائدِ
سِوى هذهِ المُلْقاةِ، أَدْنو لِرَفْعِها
فَتَشْتَدُّ أنْفاسي، ويَعْجَزُ ساعدي
وكُلّي شُعورٌ في بُكائي لحالِها
بِخَوفٍ شَدِيدٍ مِن رصاصِ "المُجاهدِ"
أُرِيدُ بلادًا لا أُخَالِسُ حُبَّها
وشَوقي إليها مِن وارءِ المُشاهدِ
بلادًا إذا ما قُلتُ إنّي أُحِبُّها
شَعَرْتُ بِدفْءِ اللّهِ يَكْسُو عقائدي
وبالفَجْرِ والأرواحِ تُحْيي سَكينَتي
وتَسْكُبُ في صَدْري رِحابَ المَساجدِ
تَعالي نَقُلْ غيرَ الكَلامِ لأنّني
فَقدتُ كلامي حينَ أصْبحتُ فاقِدي
وأصبَحْتُ لا أدري سِوى أنَّني هنا،
أُغَلِّفُ فَقْدي بالسُّكُوتِ المُكابِدِ
أُقَلِّبُني في راحَتَيَّ كأنّني
على غيرِ عِلْمٍ مَنْ أنا، كُنْتُ واجِدي
وأرجو بلادًا ليس بَيني وبَيْنها
سَماءٌ وأرْضٌ مِن سَوادِ المَكائدِ
ودونَ الذي ترجوهُ نفْسيَ حَرائقٌ
تُميتُ التّرَجي في صُدُورِ المَوالدِ
هشام باشا