كتب سليم الحسني
عن الحادثة المروعة التي حصلت يوم الثلاثاء الماضي، والتي قام خلالها العشرات من الشباب بالتمثل بجثة طفل لم يتجاوز الــ 16 سنة وعلقوا جثته المجردة من الثياب إلا من الملابس الداخلية قائلا :
طفل على عمود الثورة
رجل من الجنوب قصد النجف الأشرف يروم زيارة الامام علي عليه السلام، كان بسيطاً فقيراً كما تدل عليه ملابسه، تكالبوا عليه ضربوه بقسوة ذئب. لم يكن الرجل مسلحاً، لم يكن ينتمي الى جهة، كان زائراً شيعياً، يقصد ضريح أمير المؤمنين، ثم يعود الى أهله مثل ملايين الشيعة الفقراء
كان بينه وبين الموت بضع زفرات، أوشك أن يسلّم الروح على أيدي العشرات من الشبان، وهو رجل ضعيف لا طاقة له على المقاومة والدفاع عن نفسه. أنقذه أهل الخير من أيديهم
طفل في عمر الصبا، تجمهروا على داره، اضرموا فيها النار، قتلوه، سحلوه، علقوه على عمود إشارة مرورية وسط الشارع في ساحة الوثبة ببغداد. كان العشرات يشتركون بسحله والتمثيل بجثته، وكان المئات ينظرون المشهد البشع بعيون الرضا يلتقطون الصور على الجثة الطرية المعلقة .
قبل الحادثتين وبينهما حوادث تضيع وسط الضجيج، وستلحقها حوادث أكثر بشاعة. لا يحتاج الأمر الى تفكير ونبوءة، فعندما تحتشد الجموع لقتل فتى صغير، وعندما يحوّلها المئات الى صورة يحتفظون بها في جوالاتهم، فان القادم سيكون أسوأ .
بحوادث مثل هذه، انحرفت أكثر الثورات صدقا، ذلك التاريخ يحكي قصصها
صعبة مسيرة الإصلاح في هذا البلد ..