وطني يا حضناً لم نذق حنانه ودفئه بعد، ويا سفينة تتقاذفها عباب وأمواج التيارات والتغيرات.. متى نرسو على شواطئ الأمان؟!.. متى نبتسم للشروق ومتى نقتات كسرة خبزنا بأمان واطمئنان ونحتسي فناجين قهوتنا وشربة مائنا الهنيئة النقية التي حلمنا بها ولم نذقها بعد ؟!
أم سينقضي العمر وستذبل الأزهار ويكتب لنا الموت ؟!.. متى نسرع ونمرح نحن وكل أحبابنا تحت سقف ظليل تستظل به مهجنا وأرواحنا المنهكة وقلوبنا العليلة ونفوسنا الظامئة .
يا وطناً لم نتمتع بالمواطنة فيه بعد.. يا وطناً يولد فيه الأطفال غرباء .. صرخات وصيحات الولادة لم تبارح شفاههم بعد فإذا بهم معرضون في أسواق ومستنقعات الهوان والتشرد والضياع، فيا وطني أما آن الأوان لترسو بنا السفينة على شواطئ الكرامة والدفء والخير والعطاء ..؟!
أناجيك يا وطني على لسان كل مغبون وأنسج إليك حروفي بيراع حبره دم ودموع وأنين ...
يا وطني تعاقبت على حكمك الامبراطوريات والدول والدويلات وظلمتنا ظلمات، قماقيم وفوانيس العالم استراحت وأراحت وقراك يا وطني لم تر النور بعد، ناسك في شقاء ودموعهم لم تجف بعد ... صيحات وحرمان وعويل، قتل ودماء، ومظالم وإجحاف، تعصب وثأرات، وفساد ورشاوى .. فما الذي بقي يا وطني ما أكثر أبنائك الغرباء فيك وآه ثم آه ما أقسى غربة الأوطان ... يا وطن السعيدة أين هي سعادتك ؟
فسعادتنا من سعادتك.. يايمن اليُمن. يا حروفاً تملأ أفواهنا .. متى يستفيق أهل وملاحو سفيتنا، أم أنه الغرق القادم ...؟
قلبي عليك ياوطني ... قلبي عليك ياوطني.