الهندره ... ما هي وما اهدافها .
أولا : تعريف الهندرة
للهندرة تعريفات كثيرة ولكنها تدور حول معنى واحد ومن أهم وأشهر هذه التعريفات ما يعرفها بـ" إعادة نظر أساسية وإعادة تصميم جذرية لنظم وأساليب العمل لتحقيق نتائج هائلة في مقاييس الأداء العصرية مثل التكلفة، السرعة، الجودة ومستوى الخدمة" . وبنظرة سريعة إلى هذا التعريف نرى أنه يتضمن أربع نقاط أساسية يمكن تلخيصها على النحو التالي :
1- أساسية ( Fundemental Rethinking )
وتعني ببساطة أن الوقت قد حان لكي تعيد كل شركة وكل فرد وعامل بها النظر في أسلوب العمل المتبع ومراجعة ما يقومون به من عمل وسؤال أنفسهم: لماذا يقوموا به ؟ وهل هذا العمل ذو قيمة للعملاء والشركة ؟ وهل يمكن أداءه بطريقة أفضل ؟ كل هذه الأسئلة يطرحها مبدأ الهندرة بأسلوب ومفهوم علمي يساعد الشركات في الوصول إلى إجابات شافية لهذه الأسئلة الهامة.
2- جذرية ( Radical Redesign )
تتضمن الهندرة حلولاً جذريةً لمشاكل العمل الحالية وهو أمر تميز به أسلوب الهندرة عن غيره من المفاهيم الإدارية السابقة التي كانت في معظمها تسعى إلى حلولاً عاجلةً وسطحيةً لمشكلات العمل ومعوقاته. وبالتالي "فإن إعادة التصميم الجذرية تعني التغيير من الجذور وليس مجرد تغييرات سطحية أو تجميلات ظاهرية للوضع القائم، ومن هذا المنطلق فإنها تعني التجديد والابتكار وليس مجرد تحسين أو تطوير أو تعديل أساليب العمل القائمة"(1).
3- هائلة ( Dramatic Results )
"الهندرة لا تتعلق بالتحسينات النسبية المطردة والشكلية، بل تهدف إلى تحقيق طفرات هائلة وفائقة في معدلات الأداء"(1). ولقد حققت الشركات التي طبقت مفهوم الهندرة بنجاح نتائج هائلة في نسبة تحسن الدخل والأرباح وزيادة الانتاجية وتقليص الزمن اللازم لإنجاز العمل وتقديم خدمات أفضل للعملاء، وتضمنت كتب الهندرة المختلفة الكثير من تجارب الشركات التي طبقت الهندرة بنجاح والنتائج الهائلة التي حققتها هذه الشركات في مجالات متعددة .
4- العمليات ( Processes )
يتميز مبدأ الهندرة بتركيزه على نظم العمل أو ما يعرف بالعمليات الرئيسة للشركات والمؤسسات المختلفة وليست الإدارات، إذ يتم دراسة وهندرة العمليات بكاملها ابتداء من استلام طلب العميل إلى أن يتم إنجاز الخدمة المطلوبة. ولذلك فالهندرة تساعد على رؤية الصورة الكاملة للعمل وتنقله بين الإدارات المختلفة ومعرفة الحواجز التشغيلية والتنظيمية التي تعوق العمل وتطيل من الزمن اللازم لتقديم الخدمة وإنهاء العمل.
ثانيا : المنهج العلمي للهندرة
Reengineering Methodology
هناك الكثير من المناهج المستخدمة في الهندرة ، وجميع تلك المناهج لاتختلف في الأساسيات ( الإعداد ، دراسة الوضع الحالي للعمليات، التصميم الجديد للعمليات، التطبيق ) بينما يقع الاختلاف في بعض الأمور الفرعية وأسلوب مناولة المشاريع. والمنهج العلمي الذي أقدمه هنا هو المنهج الذي تم اتباعه في جميع المشاريع التي شاركت في أدائها شخصيا. إذ أن هذا المنهج يختلف عن المناهج الأخرى بتركيزه على صوت العميل والاقتداء بالنماذج الناجحة كركيزتين أساسيتين في المنهج إضافة إلى الركائز الأساسية المذكورة أعلاه. وقد أثبت هذا المنهج بعد تجربته على أكثر من مشروع هندرة نجاحا وفعالية في النتائج التي تم التوصل إليها.
ويتكون هذا المنهج من ست مراحل رئيسة ( الإعداد والتخطيط ، دراسة الوضع الحالي للعمليات، الإستماع لصوت العميل، الإقتداء بالنماذج الناجحة Benchmarking، وضع التصميم الجديد للعمليات، التطبيق والتحسين المستمر)
الهندرة كلمة تجمع بين الهندسة و الإدارة. ظهرت عام 1992 عندما أطلق الكاتبان الأمريكيان مايكل هامر وجيمس شامبي الهندرة كعنوان لكتابهما الشهير (هندرة المنظمات ) ومنذ ذلك الحين أحدثت الهندرة ثورة حقيقية في عالم الإدارة الحديث بما تحمله من أفكار غير تقليدية ودعوة صريحة إلى إعادة النظر وبشكل جذري في كافة الأنشطة والإجراءات والإستراتيجيات التي قامت عليها الكثير من المنظمات والشركات . إذا قمنا بتطبيق الهندرة فإننا نتخلص من الأعمال الروتينية و نساعد الموظفين على الإبداع و تفجير الطاقات و الاستمتاع بالعمل.
أن مجموع ما صرفته الشركات الأمريكية فقط لمشاريع الهندرة خلال السنوات القليلة الماضية قد تجاوز الخمسين مليار دولار أمريكي ، وهو استثمار كبير قامت به الشركات لقناعتها بأن العائد على هذا الاستثمار سيكون أكبر بكثير وهو ما تحقق فعلا لكثير من الشركات . ولا عجب إن قيل أن التغيير ثابت وهي جملة صحيحة وصادقة بكلمتين متناقضتين فالتغيير شمل كل جوانب الحياة العملية ابتداء من العميل ومرورا بالمنافسين وانتهاء ببيئة العمل المحيطة بنا، أن عميل اليوم ليس عميل الأمس ، فعميل اليوم كثير المطالب واسع الإطلاع ، صعب الإرضاء ، سهل الفقدان ، إرجاعه والاحتفاظ به مكلف وما هذا إلا نتيجة طبيعية للثورة التكنولوجية والمعلوماتية التي زادت من ثقافة العميل بالمنتجات والخدمات من حوله كما أن المنافسة الشديدة في أسواق اليوم جعلت الحاجة في التغيير المستمر ضرورية من أجل البقاء والاستمرار.
بعد تطبيق الهندرة نقوم على إزالة الحركات الغير مجدية أو eliminate/remove the ineffective motions و التركيز علىالحركات المجدية improve the effective motions وتطويرها. بالتالي: السرعة في الانجاز مع الجودة تتحقق, كما تتحقق الإنتاجية العالية و إرضاء العميل.
الهندرة لا تطبق على العمليات الإنتاجية( المصانع) فقط بل على العمليات الخدماتية أيضا( البنوك و المستشفيات...الخ).