نبأْ الأمير علي (عليه السلام)
بالإمام المهدي (عجّل الله فرجه الشريف)
*
عَنْ الْإِمَامِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ (عَلَيْهِمَا السَّلَامُ) قَالَ :
جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) فَقَالَ لَهُ :
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، نَبِّئْنَا بِمَهْدِيِّكُمْ هَذَا ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) : إِذَا دَرَجَ الدَّارِجُونَ وَقَلَّ الْمُؤْمِنُونَ وَذَهَبَ الْمُجْلِبُونَ ، فَهُنَاكَ .
فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْكَ السَّلَامُ ، مِمَّنِ الرَّجُلُ ؟
فَقَالَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) وَاصِفًا الْمَهْدِي (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) :
مِنْ بَنِي هَاشِمٍ مِنْ ذِرْوَةِ طَوْدِ الْعَرَبِ وَبَحْرِ مَغِيضِهَا ، إِذَا وَرَدَتْ وَمَجْفُوِّ أَهْلِهَا ، إِذَا أَتَتْ وَمَعْدِنِ صَفْوَتِهَا ، إِذَا اكْتَدَرَتْ لَا يَجْبُنُ ، إِذَا الْمَنَايَا هَلِعَتْ ، لَا يَحُورُ إِذَا الْمُؤْمِنُونَ اكْتَنَفَتْ ، وَلَا يَنْكُلُ إِذَا الْكُمَاةُ اصْطَرَعَتْ ، مُشَمِّرٌ مُغْلَوْلِبٌ ظَفِرٌ ضِرْغَامَةٌ حَصِدٌ ، مُخَدِّشٌ ذَكَرٌ سَيْفٌ مِنْ سُيُوفِ اللَّهِ ، رَأْسٌ قُثَمُ نَشِقٌ رَأْسَهُ فِي بَاذِخِ السُّؤْدُدِ وَغَارِزٌ مَجْدَهُ فِي أَكْرَمِ الْمَحْتِدِ . فَلَا يَصْرِفَنَّكَ عَنْ تَبِعَتِهِ صَارِفٌ عَارِضٌ ، يَنُوصُ إِلَى الْفِتْنَةِ كُلَّ مَنَاصٍ ، إِنْ قَالَ فَشَرُّ قَائِلٍ ، وَإِنْ سَكَتَ فَذُو دَعَائِرَ .
ثُمَّ رَجَعَ (عَلَيْهِ السَّلَامُ) إِلَى صِفَةِ الْمَهْدِيِّ (عَجَّلَ اللَّهُ تَعَالَى فَرَجَهُ) فَقَالَ :
أَوْسَعُكُمْ كَهْفاً وَأَكْثَرُكُمْ عِلْماً وَأَوْصَلُكُمْ رَحِماً ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ بَيْعَتَهُ خُرُوجاً مِنَ الْغُمَّةِ ، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَ الْأُمَّةِ ، فَأَنَّى جَازَ لَكَ فَاعْزِمْ وَلَا تَنْثَنِ عَنْهُ إِنْ وَفَّقْتَ لَهُ ، وَلَا تُجِيزَنَّ عَنْهُ إِنْ هُدِيتَ إِلَيْهِ .
هَاهْ ... وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ شَوْقاً إِلَى رُؤْيَتِهِ (صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) .
*
المصدر : (البحار : ج51، ص115. عن الغيبة للنعماني.)