خلايا عصبية اصطناعية لعلاج الأمراض المزمنة
إحدى الخلايا العصبية الاصطناعية التي ابتكرها الفريق البحثي
كان تصميم الخلايا العصبية الاصطناعية، التي تستجيب للإشارات الكهربائية من الجهاز العصبي مثل الخلايا العصبية الحقيقية، هدفاً رئيسياً في الطب لعقود من الزمن، حيث يفتح ذلك إمكانية علاج الحالات التي لا تعمل فيها الخلايا العصبية بشكل صحيح، كما في إصابات الحبل الشوكي.
وقطع فريق بحثي، بقيادة جامعة "باث" البريطانية، ومشاركة باحثين من جامعات بريستول وزيوريخ وأوكلاند، خطوة نحو تحقيق هذا الهدف خلال الدراسة التي نشرت الثلاثاء في مجلة "نيتشر كومينيكيشن".
وكانت الخلايا العصبية مثل الصناديق السوداء، لكن الفريق البحثي تمكن من فتحها والنظر في الداخل، بما مكنهم من التوصل لطريقة تعيد إنتاج خصائصها الكهربائية بتفاصيل دقيقة.
ونجحوا، بعد دراسات على فئران التجارب، في تكرار ديناميات كاملة من الخلايا العصبية لمنطقة الحصين والخلايا التنفسية، في إطار مجموعة واسعة من المحفزات.
ومرت هذه التجارب بقيام الباحثين في البداية بنمذجة واستخلاص المعادلات لشرح كيفية استجابة الخلايا العصبية للمنبهات الكهربائية من الأعصاب الأخرى، وهذا الأمر معقد بشكل لا يصدق لأن الإجابات "غير ثابتة"، فعلى سبيل المثال إذا أصبحت الإشارة قوية مرتين، فلا ينبغي بالضرورة أن تثير ضعف رد الفعل، فقد تكون أكبر بثلاث مرات أو أي شيء آخر.
ثم قاموا بتصميم الخلايا الاصطناعية بطريقة تحاكي بدقة الخلايا العصبية الحية الحقيقية التي تستجيب لمجموعة من المحفزات.
ويقول الدكتور آلان نوجاريت، الباحث الرئيسي بالدراسة في تقرير نشره موقع جامعة باث، الثلاثاء، إن هذا الجهد البحثي عند تطويره وانتقاله لمرحلة التجارب السريرية على البشر، يمكنه أن يكون مفيدا في تطوير الأجهزة الطبية لعلاج الأمراض المزمنة، مثل قصور القلب وألزهايمر وأمراض عصبية أخرى.
ويضيف: "في حالة فشل القلب، على سبيل المثال، لا تستجيب الخلايا العصبية الموجودة في قاعدة الدماغ بشكل صحيح لتعليقات الجهاز العصبي، فهي بدورها لا ترسل الإشارات الصحيحة إلى القلب، وبالتالي لا يضخ بقوة كما ينبغي".