أود أن أشكر ذاتي ولو لهذه المرة
ذاتي النائمة على غصن السهر
ذاتي التي تحمل الجميع و لا تحملني
تتركني دوما ملقيا كعبارة على أطرش
ذاتي التي تأبى أن تنام معي إذا تعبت
أريد أن أشكرني هذه المرة؛ لأني فهمت أمرا مهما
فهمت جيدا كيف يصبح الانسان حين يشكر ذاته،
فهمت كيف يصبح وحيدا حين يغلق باب قلبه في أوجه الغرباء
فهمت معنى الوحشة التي تسكن الإنسان حين يخلو من غيره
و فهمت كم هو موحش أن تصبح وحيدا من النائمين على الأرصفة
فهمت معنى النوم و أنت في قمة الصحو
و فهمت معنى الاستيقاظ و أنت في قمة النوم
فهمت المتناقضات التي جعلتني أقول لله ذات لقاء:
لا أحد يشبهني، أما أنت فكلهم يأخذون اسمك
فهمتها جيدا
و أدركت أين أضع نفسي من الحياة
و كيف أمضي و لا أشكر أحدا سوى الماء الذي يدين له كل شيء بالحياة
أما نحن فلا نستحق شكرا أبدا
زنداني