(جدلٌ داخلي)
تتزينُ جدا
و تورقُ رقصا و أنشودةً للعدم..
رجلٌ مرَّ بالأمسِ ملتحفا بوشاحٍ يشابهُ لونَ الحقول
و الآن تستذكرُ الطرقاتُ خطاه،
تبلعُ النائمين عليها و تدهسهم بالجنونِ المقدسِ،
تمضي الطبولُ مبشرةً بانتهاءِ الهزيمةِ
لم ينتصرِ في المعاركِ غير الرغيفِ لدى كل معركةٍ خاضها مرهقي البطون
و الأمر ليس مهما..
فلا قيمةً في بقاعٍ كهذي سوى قيمةِ القات
لا همَّ للرجلِ الأخضرِ الآن غير اكتساح الحياة؛
فالحياةُ هنا لا تليق بأي أحد
يقتلها العلم الجاهلي و تدفنها ذكريات الصحابة في بال عشاقهم..
فجأة أتحسس ريقي
ثم أقول:
نعم
سوف أفرحُ كي أنجو من طعنة في الفؤاد
يجيب الفؤاد:
اسكتِ الآن و امضِ وحيدا
و متْ إن أرادوا
و لا تنسَ من مات من أصدقائك في سلةِ المهملاتِ الغذائيةِ التالفة
كن رجلا صادقا مرة واحدة
ثم مت
لا تزيف مقالاتك الموجعة
لا يليق بمثلك تزيف أوجاعه
أجيب أنا:
اتئد يا فؤادي
لو تشاهد معي لحظة الآن تنسى شجاعتك الجارحة
يقهقه في أضلعي و يقول:
اتئد أنت
إن خيالا هنا مرَّ بالأمس في يده سيفه
ترفع الآن أعلامه
و الذين تولوا زمام المخافة لم يذكروا
لا مكان هنا للضعيف
الحياة هنا للقوي
و لا وقت للدمع من خلف نظارة تسخر الآن من دمعتك
ثم أتعب من شدة الجدل الداخلي
و أهرب للنومِ حتى صباح جديد
زنداني التهامي