هَبْ أحرفي وَعياً رُؤىً َتفكيرا
كي لا يُصنفها الزمانُ شَعيرا
هبْ عيشتي عُمر الدهور
وَقِلّ بي عيشاً
لأنّي فيكَ مُتُّ كثيرا
هَبني مَجيئكَ فانتظاريَ عاشقٌ
وصلاً ووصلُكَ يعشقُ التأخيرَ
وإليكً تحذيري الأخير فإنّهُ
ما زال منكَ يزيدني تَحذيرا
الأنبياءُ إليكَ طافوا بي هوىً
وأنا إليكَ ذَبحتُني تكفيرا
وأنا إليكَ أطيرُ خلف نهايتي
وأليكَ أبدؤني مُنىً لأطيرَ
يا كُلّ شيءٍ
يا كبير بنظرتي
أخشى بعيني أن تصير صغيرا
دعني فحُبّكَ فيَّ يكرهُ نَفسهُ
والحبُّ يكرهُ نَفسهُ تَطهيرا
دعني ولا تَعجلْ بضمِّ قصائدي
أخشى كلامي لو غدا تَفجيرا
أخشى غيابكَ حين أحضرُ شاعراً
قَلقِاً
يُمَنّي ضيقَهُ تَصبيرا
اللّــــــه
ما أحلى البُكاء على أسى الشُعراءِ
لمّا يَستحيلُ سَفيرا
لمّا بكُلِّ النّاسِ يَشعرُ
وهوَ في حالٍ
شُعوريّاً يعيشُ كَسَيرا
.............
وطني أريدُ الآن منكَ حقيقةً
فالوَهم وَهمُكَ أوّلاً وأخيرا
يَكفيكَ أنّ الجائعين بكَ ارتضوا
سُمَّ البقاءِ
وأنتَ لستَ جديرا
عفواً لإصغائي لصمتكَ
خُنتهُ صوتاً
ولم أُعط الصدى تَفسيرا
عفواً لأنّي فيكَ أخسرُ مَوطني
يا مَوطني
وتفوزُ بي تَشطيرا
عفواً لمن أسروكَ فيهِمْ
ثُمَّ لمْ يجدوكَ
إلّا آسِراً وأسيرا
لي أن أراكَ الحُرّ في يَومٍ ولي
أن لا تُطالبَ جُثّتي تَحريرا