موت في منتزه الغنيمة
يا سيدتي ...
بالأمس امتلأ صيفك حبا بغمامتي
فرحلت إلى شواطئي دون أمر
واليوم ذهبت هاربة من خيمتي
فمن يصد طغيانك عن مصيري؟
بهرجت دعواك لي لتحكمي تدميري
لتشيعي موت ناري وتحرقين ذاتي
لكن عدوانك كان دمر جذوري
وسجنك عجل في الدجى مماتي
صداقتك زيفت كل خطاباتي
فاستعرت أسمائي بأنكر الأصوات
وقطفت من حدائقي ما فاح بأشهى عبيري
أهكذا، يعجبك اندحاري
دنا جيشك من مدائني
أشعل الغضب قرونا من الخلافات
ليقتل في مجرى الدجى كل عشائري
ويخرج متنكرا من هول خرابك
فريسة كريهة في مخالب الذئاب
إني الآن أهيم في الشوارع وشوقك يؤرقني
لكن وحي نايي أخبرني عن فساد عشب هواك
امتلأت بحيرتك قطرانا من غابة أوهامي
اجتمعت عليها مجموعة الضباع
وسنت الحرب علي مستبدة سباعي
سأرفع اليوم عليك شعار الخلاف
سأتخلى عن مهنتي
لن أصعد بعد اليوم جبالك
لن أجلس على كراسيك أداوي ضحكاتي
فلا تختلي علي بأقدام شيطان
إن وجهك توزع على شظايا مرآتي
ودق ناقوسي شرور أحلامك
هوني عليك سيدتي
فدخان متعتك يشنق رقبتي
وإشراقات نفسك مزقت كل شهقاتي
لم تعد قيثارتك تنغم عودي
لن أضم أرضي إلى أرضك
لن أبتلع زبد كراهيتك
فقد دب المغص في أحشائي بما تناولت على طاولتك
سأشكوك للناس كنوز جسمك
وأنام فوق السطوح خوفا من عوائك
انعنيعة احمد