من عاداتي كل مساءٍ
أن أُسرجَ قنديلَ الشوقِ الدائمِ نحو حياةٍ أكبرُ من وصف الكلمات..
أُطْفِئُ في دفتر أشعاري أحزان الكون المركومةِ في أعماقي كي تنبت فيها ثانية في كل صباح..
أتأملُ في وجه البدرِ حياةً مَنَيِتُ بها أطفالي
و زمانا لا يسرقُ منهم طعم الحلوى و صفاء الأعياد
اقرأَ آياتَ الحبِ الخالد في صفحات سماءٍ كفؤاد الله النابض بالحب على قسوةِ هذي الأجواء
أشتاقُ كثيرا لبلادي المفقودة و المسلوبة من أعماقي
فجمالُ الليل المقمرِ يسحقني بحنيني القاتل لبلادٍ أفقدها من يوم ولدت
لبلادٍ لا يمكن أبدا أن أنساها مهما طالت هذي الحرب
فمع كل مساء
أزداد حنينا و أصورها كسماء الله
تُزينها النجمات
و يحرسها البدر الناصعُ في منتصفِ الشهر
لا تعرف أقدامَ الجندِ
و لا طعم القهر
لا تأكل أشجارَ الموتِ
و لا تشربُ أكواب الذعر
فأنا ريفيٌ جدا
عربيٌ جدا
لكني مذ جئتُ إلى الدنيا أحمل فانوسي في كل نهارٍ
و أفتشُ في أنحاءِ الدنيا عن إنسان
فمع الوقتِ ازددتُ يقينا
أن الحلَ الأوحدَ
يكمنُ في الإنسان
فلماذا تهدمه الدنيا كي تبني منه قصورا من إسمنت؟!
و لماذا حين يجوع يمد يديه و لا تعطيه الدنيا غير الصمت؟!
بل كان من الواجب ألا تمتد يديه و ألا تأكله السلطاتُ و تدفعه للجوع و قد أخذت لقمته من فيه..
و لماذا في كل كتاب يهده الدين المنحول على الله و يبني منه وجوها زائفة لا تصمد إلا في الزيف؟؟!!
م