(بكائية غريب)
تخونه الملامح
صنعاء تلاشى وجهها و استحال برميل قمامة
أغنياته المفضلة استحالت إلى زامل حرب
غربته اكتملت حد الدموع على الرصيف
أطفال حارته تمزقت ملابسهم ولم يستطع آبائهم شراء ملابس جديدة
و بدأ العام الدراسي و ابن جارته الوسيم يبيع الماء في جولة عصر
___
اه...
أنكرته الزغاريد
جفت بنافذة الروح أفراحه
يستحيل حنينا مع كل ليل إلى زمن الأغنيات
و تقتله طلقة طائشة
كان يكذب في نفسه :
أن ثمة صاحبة لا تخون ستبزغ من دفتر الرسم،
ثمة نور وراء الهضاب البعيدة
ما زال رب الأناشيد يعزفها كلما أمطر الصبح ضوءً وسيم
يعود الى النغم العاطفي
و ينسى انتثار الحياة بأعماقه
تجهش الأغنيات القصيرة فاقدة الوزن في جرحه
فيتوه و يتركها عائما في بحور الخليل
"غريبان و كانا هما البلد"
و لكن هما لم يكونا بلادا فما زال نار جراحهما تحرق الروح
يعجز عن كشف وجه البلاد التي يشتهيها و يصرخ:
يا رب هذا الفضاء الصغير
هل يستحق الغريب عذاب البلاد؟؟!
و يا أنبياء الإله
أكان عذابكمُ كعذابي؟
لقد عدت بالامس وحدي كسيرا جريحا و قد رجمتني المدينةُ، مكةُ، و الطائفُ الآن تدفنني في صحاري الضياع
تسقط من فمه دمعة
يمسح الجرح منه بدفتره المتوهج بالورد
و لكن مع الوقت يدرك أن من الصعب مسح الجراح
ففي كل يومين تبزغ من يده دمعة
زنداني التهامي