أن تكون عاشقا و لكن لا تعرف معشوقك،
و يملأ حرفك الحنين و لكن لا تعرف لمن!!
و تشعر برغبةٍ مُلِحةٍ في اللقاءِ ولكن لا أحد ينتظرك
فتهيم على وجهك بحثا عن شيء لم تفقده؛
هنا أنت الحقيقة، أنت النور الذي سينبثق،
أنت الفكرة التي لن تموت...
فإن من يعرفون معشوقاتهم ليسوا عشاقا،
إنهم يعشقون المعروف و المحسوس الملموس،
فما جدوى عشقٍ تُحيط به علما؟!
إنَّ العلمَ بالشيء هو نهايته،
هو نهايةُ الحنينِ إليه،
هو انكسار الرغبة في البحث عنه،
و انتهاء صلاحية الابتكار...
فكل هؤلاء يوهمون أنفسهم أنهم عشاق و لكنهم ليسوا كذلك،
و وحدك العاشق حين تجهل عشقك و لا تجد الحروف لوصفه...
فالعاشق شعلة لا تنطفي و جرح لا يندمل و حنين لا يتوقف...
فاترك العشق الذي تعرفه و انطلق باحثا عن عشق لا تعرفه،
عن عشقٍ لا تنطفىء شعلته ولا يخفت بريقه لتصل إلى النور الأبدي و العدل السرمدي و الحقيقة الخالدة
زنداني التهامي