أفادت دراسة جديدة صادرة عن الجمعية الوطنية لمنع القسوة ضد الأطفال في المملكة المتحدة NSPCC بأن ما يقرب من نصف جميع جرائم الجنس ضد الأطفال على الإنترنت تمت عبر تطبيقات مملوكة لشركة فيسبوك، وكشفت أرقام الشرطة التي حصلت عليها جمعية الأطفال الخيرية أن أكثر من 4000 حالة من حالات إساءة معاملة الأطفال ومشاركة الصور الجنسية عبر الإنترنت وقعت عبر فيسبوك وإنستاجرام وواتساب في عام 2018.
وحذرت المؤسسة الخيرية من أن خطط إدخال التشفير من نوع نهاية لنهاية على الشبكة الاجتماعية ستؤدي إلى عدم اكتشاف الآلاف من الجرائم الجنسية ضد الأطفال، ويذكر أن معيار التشفير هذا قد أصبح شائعًا بشكل متزايد لأنه يمنع أي شخص آخر غير مرسل ومستقبل الرسالة من رؤية محتوياتها.
وكان مارك زوكربيرج الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك قد كشف عن رؤيته لمنصة أكثر تركيزًا على الخصوصية في وقت سابق من هذا العام، وذلك عقب مطالبات من المستخدمين بتحسين حماية بياناتهم الخاصة.
وكتب زوكربيرج حينها: يتوقع الناس أن تكون اتصالاتهم الخاصة آمنة ولن يراها سوى الأشخاص الذين أرسلوها لهم، وليس المتسللين أو المجرمين أو الحكومات أو حتى الأشخاص الذين يشغلون الخدمات التي يستخدمونها، ويشعر بعض الأشخاص بالقلق من أن خدماتنا يمكنها الوصول إلى رسائلهم واستخدامها للإعلان أو بطرق أخرى لا يتوقعونها، لذا، فإن التشفير من نوع نهاية لنهاية هو أداة مهمة في تطوير شبكة اجتماعية تركز على الخصوصية.
ويستخدم تطبيق المراسلة الشهير واتساب، الذي حصلت عليه فيسبوك في عام 2014، التشفير لحماية خصوصية مستخدميه، ومع ذلك، تدعي NSPCC أن هذا يجعل من الصعب على الشرطة الكشف عن الجرائم المحتملة التي تحدث على المنصة، وقد تم تسجيل 3 في المئة فقط من إجمالي عدد حوادث إساءة معاملة الأطفال على واتساب، والتي تقول المؤسسة الخيرية: إنها نتيجة لتدابير الخصوصية هذه.
وقال آندي بوروز Andy Burrows، رئيس سياسة سلامة الطفل على الإنترنت في NSPCC: بدلاً من العمل على حماية الأطفال وجعل عالم الإنترنت الذي يعيشون فيه آمن، فإن فيسبوك تختار أن تمنح المجرمين مكانًا للاختباء فيه، وكان شعار فيسبوك منذ فترة طويلة للغاية هو التحرك السريع وكسر الأشياء، لكن هذه الأرقام تقدم لمحة واضحة عن الآلاف من الجرائم الجنسية ضد الأطفال التي قد لا يتم اكتشافها إذا استمروا في خططهم دون رادع.
ودعا بوروز شركة فيسبوك إلى عدم تقديم التشفير من نوع نهاية لنهاية ضمن الرسائل التي يتم إرسالها أو تلقيها من حسابات الأطفال على تطبيقات فيسبوك، معتمدًا على تصريحات مارك زوكربيرج القائلة: لا ينبغي أن تتجاهل خطط التشفير الخاصة بفيسبوك تمامًا سلامة المستخدم، ويجب على الناس توقع أننا سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على أمانهم في خدماتنا ضمن حدود ما هو ممكن في خدمة مشفرة.
يذكر أن متحدث باسم فيسبوك قد أوضح أنه ليس هناك مكان لمستغلي الأطفال على منصات الشركة، وأن فيسبوك تستخدم التكنولوجيا لإزالة ما يتعلق باستغلال الأطفال بشكل استباقي، كما أنها طورت طرقًا أخرى لاكتشاف أنماط السلوك الضار من أجل حظر المسؤولين عن ذلك والإبلاغ عنهم، وقال: إننا نعمل عن كثب مع سلطات حماية الطفل في المملكة المتحدة، ونحن نتشاور مع الخبراء حول أفضل الطرق لتنفيذ تدابير السلامة قبل التنفيذ الكامل للتشفير من نوع نهاية لنهاية.