رينارد.. حلال العقد
يبحث عن أول بصمة خليجية مع السعودية
يبحث الفرنسى هيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب السعودية عن أول بصمة مع المنتخب من خلال التتويج بلقب كأس الخليج في نسختها الرابعة والعشرين بعد ان نجح في قيادة المنتخب السعودي في الوصول الى نهائي البطولة بعد الفوز على منتخب قطر في نصف النهائي وليلاقي البحرين غدا على استاد خليفة الدولي، خاصة بعد ان تعرض لانتقادات كثيرة لعدم تحقيقه النتائج المأمولة منه خلال مشواره في التصفيات الاسيوية المزدوجة المؤهلة لنهائيات كأس العالم قطر 2022 وكأس اسيا بالصين 2023، ويتطلع رينارد من خلال هذه البطولة لكسب رضا الشارع الرياضي السعودي وتغيير الصورة التي رسمها عنه لاسيما انه حقق سلسلة من النجاحات الرائعة على مدار مشواره في القارة السمراء، بداية من تحقيقه معجزة كبيرة مع منتخب زامبيا بحصد لقب أمم أفريقيا نسخة 2012 لأول مرة في تاريخ الرصاصات النحاسية، كما استطاع في كسر نحس ساحل العاج، وحقق معهم لقب كأس أمم أفريقيا نسخة 2015، ليصبح رينارد أول مدرب يحصد اللقب القاري مع منتخبين مختلفين، كما نجح هيرفي رينارد في إعادة المنتخب المغربي لكأس العالم، بعد غياب 20 عامًا، بقيادة الأسود إلى مونديال روسيا 2018، ليشتهر رينارد، بأنه المدرب القادر على تحقيق المعجزات وإعادة المنتخبات الكبيرة إلى مجدها وألقابها، ومن هنا لجأ الاتحاد السعودي الى رينارد في يوليو الماضي من أجل اعادة المنتخب من جديد لحصد الألقاب، ويأمل ان تكون البداية بالتتويج بلقب كأس الخليج الرابعة والعشرين، حتي تكون حافزا مثاليا للفريق قبل استئناف مسيرته العام المقبل في تصفيات المونديال إضافة لأمله في الانفراد بالمركز الثاني في قائمة أكثر الفرق فوزا باللقب الخليجي حيث يتساوى حاليا مع منتخبي العراق وقطر في رصيد ثلاثة ألقاب لكل منهم، بالاضافة الى تعويض جماهيره عن الخروج المبكر من بطولة كأس آسيا 2019 بالإمارات حيث ودعها من الدور الثاني (دور الستة عشر).
* ساحر البطولات المجمعة
يعد الفرنسي هيرفي رينارد واحد من المدربين الذين يتركون بصمة مميزة في البطولات المجمعة، والدليل فوزه مع زامبيا وساحل العاج بكأس الامم الافريقية، وهو الامر الذي جعله يصر على خوض منافسة بطولة كأس الخليج بلاعبي الصف الاول وبأفضل العناصر لاسيما أنها البطولة المجمعة الأولى له وذلك من اجل الظهور بشكل جيد ومن ثم تحقيق لقب البطولة واثبات انه مدرب قادر على تلبية الطموحات، ولكي تكون البطولة دافعا قويا له خلال المرحلة القادمة وخاصة بعد علمه أن الجماهير السعودية تريد مشاهدة الأخضر في تلك البطولة التي غابت عن المنتخب الوطني وخروجه من البطولة السابقة خليجي 23 من الدور الأول بسبب المشاركة بلاعبي الصف الثاني.
*إشادة رغم الانتقادات
على الرغم من الانتقادات التي وجهت لرينارد من الجماهير السعودية بعد الخسارة الاولى في البطولة على يد الكويت الا انه تلقى إشادة كبيرة بعد التأهل الى الدور نصف النهائي بعد تصدره المجموعة الثانية برصيد 6 نقاط عقب الفوز على البحرين بهدفين دون رد وعمان بثلاثة اهداف مقابل هدف، واللعب امام قطر في قبل نهائي البطولة والفوز عليه هدف دون رد على ارضه ووسط جماهيره الغفيرة والتأهل الى المباراة النهائية والمنافسة على اللقب الغائب، حيث كان اخر تتويج للمنتخب السعودي فى كأس الخليج عام 2003 التي اقيمت في الكويت ويأمل الجميع ان يضع رينارد بصمته في المباراة النهائية ويقود السعودي لتحقيق اللقب الخليجي الرابع.
*هيرفي يكسب الرهان
في الوقت الذي افتقد المنتخب السعودي اثنين من اهم اسلحتة الضاربة خلال مباراة قطر في نصف النهائي والتي يعتمد عليهما رينارد باستمرار وهما سلمان الفرج قائد الفريق وسالم الدوسري، الا انه نجح في ايجاد البديل المناسب لسد الفراغ وتعويض غياب الثنائي، وراهن رينارد خلال المباراة على مجموعة من العناصر الشابة حيث اشرك في المباراة 3 لاعبين تحت 21 سنة، وهم فراس البريكان 19 سنة، حسان تمبكتي 20 سنة، وعبدالله الحمدان 20 سنة صاحب هدف الفوز على قطر وافضل لاعب في المباراة، وقدم الثلاثي مستوى مميزا. على الرغم من الضغط الجماهيري الغفير الذي تعرضوا له والذي تخطى عدده 40 الف مشجع ليكسب رينارد الرهان بهؤلاء اللاعبين الذي يمثلون مستقبل المنتخب، كما تميز في المنتخب أسماء جديدة في هذه البطولة مثل محمد خبراني الذي ظهر بشكل لافت وكان قائد الدفاع في كل المباريات، كما أعاد فواز القرني اكتشاف نفسه من جديد بعد مستوى مبهر في المباريات الماضية، وكذلك عبدالإله المالكي الذي ظهر بشكل مميز وأصبح أحد الأعمدة الأساسية بتشكيلة المدرب رينارد.
وبهذا كسب المنتخب السعودي أسماء جديدة تزيد من قوته في المستقبل ويعود الفضل في ذلك الى المدرب المخضرم هيرفي رينارد.
عدم المبالغة
رفض رينارد المبالغة في الأفراح بعد الفوز على منتخبنا القطري بطل آسيا في نصف النهائي وقال في تصريحات صحفية عقب التأهل للمباراة النهائية: "لا للمبالغة في الفرح لقد حققنا انتصاراً مهما ولكننا لم نفز بالبطولة بعد، أمامنا مواجهة قوية غدا المقبل أمام الفريق البحريني الذي لا يستهان به على الإطلاق وسنسعى خلالها للتتويج باللقب الذي ستكون الفرحة به كبيرة جدا".
مشوار تدريبي طويل
بدأ الفرنسي رينارد مسيرته التدريبية مع إس سي دراغينيان في عام 1999، وبعدها أصبح مساعد مدرب في الفريق الصيني جويزهو رينهي رفقة كلود لوروا حتى عام 2003، وانتقل إلى كامبريدج يونايتد في عام 2004، وهناك تعلم الحديث باللغة الإنجليزية، وأصبح مدربا لفريق دا نام دينه عام 2004، لكنه سرعان ما تركهم ورحل إلى تشيربورج، وزادت شهرة رينارد عندما أصبح مساعدًا للمدرب كلود لوروا للمرة الثانية، لكن هذه المرة للإشراف على منتخب غانا، وبعدها تم تعيينه مدربًا لمنتخب زامبيا، وقادهم لتحقيق اللقب الأفريقي الوحيد في تاريخهم، ورحل إلى ساحل العاج، ليقود الأفيال إلى التتويج القاري في 2015.
المسيرة لم تتوقف وعاد رينارد إلى فرنسا من بوابة ليل في مهمة كبيرة وصعبة، ولكنه لم يجمع سوى 13 نقطة من 13 مباراة، ليتعرض هيرفي إلى الإقالة، ليعود للقارة السمراء من بوابة تدريب منتخب المغرب، وحقق حلم الأسود في الوصول لمونديال روسيا، لكنه فشل في التتويج الأفريقي معهم في نسختي 2017 و2019.