سيناريوهات المفاجأة



بطولة الخليج أثبتت أنها لا تخضع للمقاييس
وصلت بطولة خليجي 24 بالدوحة الى المحطة الاخيرة في هذه النسخة بعد ان تحدد طرفا لقاء المباراة النهائية بين منتخبي البحرين والسعودية غدا، وفي حقيقة الامر يمكن الاطلاق على هذه النسخة، بطولة المفاجآت او بطولة التقلبات نظرا للعديد من المفاجآت والسيناريوهات غير المتوقعة التي شهدتها في هذه النسخة فهي بالفعل كما اجمع الخبراء والفنيون بانها بطولة لا تخضع لمقاييس معينة، ودائما تخبئ الكثير والكثير لعشاق المستديرة الذين تفاجأوا من تلك الاثارة الخليجية ليست في هذه البطولة فحسب ولكن في النسخ السابقة أيضا.
• بطل آسيا
ابرز المفاجآت وليست اولها وداع منتخبنا الوطني من دور نصف النهائي عقب الخسارة من السعودية بهدف دون مقابل، المفاجأة هنا ليست تقليلا من المنافس، لكن المفاجأة بان الادعم كان المرشح الابرز والاوفر حظا قبل انطلاق البطولة عقب الاداء المميز سواء في بطولة كأس الامم الاسيوية الاخيرة بالامارات والتتويج الرائع بها، بجانب بطولة كوبا امريكا، وايضا تصدر المجموعة الخامسة في التصفيات الاسيوية المزدوجة، ومن هنا خروج منتخبنا مثل علامات تعجب كثيرة نظرا للحالة الفنية التي يعيشها هذا الجيل من اللاعبين ولكن جاءت البطولة الخليجية الحالية لتأتي عكس ما تمناه اللاعبون والجهاز الفني والجماهير ايضا.

• الأدعم والأسود
الكثير من المتابعين والاعلاميين حتى الجماهير عندما توجه اليهم بعد تحديد طرفي نصف النهائي بين قطر والسعودية والعراق والبحرين لمعرفة توقعاتهم عن هوية المتأهل للنهائي الخليجي، كانت اراؤهم بان المباراة الافتتاحية بين قطر والعراق ستكرر مرة اخرى في النهائي، الامر الذي جعل هناك حالة من التأهب بالفعل لتكرار مباراة قطر والعراق رغم عدم خوض مباراتي نصف النهائي من الاساس، نظرا لقوة المنتخبين والحالة التي وصلوها للجميع في الدور الاول من البطولة للمجموعة الاولى الذي ضمت معهم اليمن والامارات، لكن جاءت النتائج بعيدة عن التوقعات، وتأهل البحرين والسعودية للنهائي، ليلتقى المنتخبان مرة اخرى في النهائي بعد مواجهة الدور الاول بينهما.
• حامل اللقب
مثل وداع المنتخب العماني من الدور الاول للبطولة مفاجأة لكثير من المتابعين من الاعلام الخليجي،لاسيما ان عمان هي الحائزة على اللقب الخليجي الاخير بعد انتصاره على الامارات، وكانت مرشحة على الاقل للتأهل من هذه المجموعة التي ضمت السعودية والكويت والبحرين، لكن كتيبة المدرب الهولندي كومان لم تنجح في تحقيق تلبية طموحات الجماهير العمانية الغفيرة التي اتت الى الدوحة بكثافة عالية لتقديم الدعم والمؤازرة للاعبين من اجل مواصلة التألق الخليجي، لكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن للاعبين والجماهير لتكتب نهاية مشوار المنتخب من الدور الاول، وبنسبة كبيرة وحسب الانباء الاخيرة فان الوداع ليس من البطولة فقط، ولكن المدير الفني للمنتخب كومان اصبح قريبا من وداع المنتخب بعد الفشل الخليجي وايضا نتيجة عدم الرضا عليه من اغلبية العمانيين.

• فرحة وكبوة
بعد انتصار الازرق الكويتي في المباراة الاولى ضد السعودية بنتيجة 1/3، حملت الجماهير الكويتية واللاعبون والجهاز الفني والمسؤولون امالا كبيرة عقدت على لاعبي المنتخب للوصول لنصف النهائي البطولة ولما لا والتأهل للنهائي والظفر باللقب واعادة امجاد الازرق في بطولات الخليج لاسيما انه متصدر في عدد رقم الالقاب، خاصة ان الانتصار الاول في اي بطولة يكون له مفعول السحر في اي منتخب،ولكن رغم هذه الحالة والافراح والتوقعات بان الكويت من الممكن ان تتألق في البطولة وودع نجوم الازرق من الدور الاول، عقب الهزيمة في المباراة الثانية من عمان بنتيجة 2/1، بينما المباراة الثالثة من البحرين والهزيمة بنتيجة 4/2، لتودع الكويت البطولة ب3 نقاط في المرتبة الاخيرة من المجموعة.
بينما في ما يتعلق بالكبوة فالقصد هو المنتخب السعودي الذي تعرض للهزيمة مثلما اشير من الكويت في البداية وهو منقوص من لاعبي الهلال المتوجين ببطولة دوري ابطال اسيا على حساب اوراو ريدز الياباني وهو ما اثر سلبا والبعض قلق من فكرة وداع المنتخب البطولة من الدور الاول، ولكن عقب عودة قرابة سبعة لاعبين من الهلال تغير الاداء تماما مع المدرب الفرنسي هيرفي رينارد، واستطاع الفوز في مباراتين على البحرين ثم عمان، وضمن التأهل، ليس التأهل فقط لكن تأهل في صدارة المجموعة ايضا، وها هو الان يخوض النهائي مع البحرين ويأمل ان يحصد اللقب الاول له في المنطقة الخليجية خاصة انه لديه من النجاحات في الكرة الافريقية مع زامبيا وكوت ديفوار واسود الاطلسي المنتخب المغربي.
• نقطة وحيدة
في كرة القدم وفي ظل المتغيرات الدائمة لها لابد ان تحاول وتجتهد حتى النهاية، هذا الامر تمثل في المنتخب البحريني الذي استطاع جمع نقطة وحيدة في اول مباراتين من المجموعة من تعادل سلبي مع عمان في المباراة الاولى، وهزيمة بثنائية نظيفة من السعودية في اللقاء الثاني، ليتوقع البعض وداع البحرين للبطولة من الدور الاول، لكن في المباراة الثالثة ضد الكويت اظهر اللاعبون حالة رائعة بدنية وفنية تحت قيادة المدرب البرتغالى سوزا واستطاعوا الفوز على الكويت برباعية مقابل هدفين، الاثارة والمتعة لم تكن في النتيجة، ولكن في سيناريو المباراة، فالبحرين كانت بحاجة للفوز بفارق هدفين لتجنب الوداع لان اي نتيجة غير فارق هدفين كان سيمنح التأهل للمنتخب العماني برفقة المنتخب السعودي، وبالفعل نجح اللاعبون في تسجيل رباعية بينها هدف رابع قاتل في الدقائق الاخيرة وفي الوقت بدل الضائع من المهاجم تياجو، ليكتب عناصر البحرين التأهل للنصف النهائي ومن ثم نجحوا في عبور اسود الرافدين المنتخب العراقي بركلات الترجيح ليصلوا للمرة الاولى لنهائي كأس الخليج عبر تاريخ مشاركات المنتخب، في حالة استثنائية بعالم المستديرة التي وقفت ضدهم في اللقاء الاول والثاني ولكن كانت بجوارهم في المباراة الثالثة ونصف النهائي ويأملون ان يتواصل معهم للفوز بالبطولة للمرة الاولى في تاريخ البحرين.