اختبار ناجح على الطريق نحو مونديال 2022


استضافة البطولات الرياضية.. علامة تميز قطرية
أصبحت دولة قطر مثالا يحتذى به في المنطقة العربية والشرق الأوسط على مستوى استضافة وتنظيم أكبر الاحداث الرياضية بفضل امتلاكها العديد من الإمكانيات التنظيمية واللوجيستية الى جانب الخبرات التي اكتسبتها على مدار الاستضافات الرياضية خلال السنوات الأخيرة والبنية التحتية المتطورة من ملاعب وشبكة مواصلات حديثة جعلها تنافس الدول الأوروبية في هذا المجال، كما عزز ثقة الهيئات الرياضية الدولية والإقليمية في مدى قدرتها على كسب التحديات وانجاح أي بطولة عالمية في مختلف الرياضات.
ويعد تنظيم بطولة خليجي 24 شاهدا جديدا على ما قدمته دولة قطر للجماهير الخليجية منذ انطلاق منافسات البطولة من خدمات رياضية جليلة حضيت بإشادة واسعة من رؤساء اتحادات الدول المشاركة والوفود الرسمية والمشجعين على حد سواء.
ورغم خروج منتخبنا الوطني من الدور نصف النهائي بعد خسارته من السعودية بنتيجة هدف دون رد في المباراة التي جمعت بينهما اول امس باستاد الجنوب المونديالي الا ان قطر حققت الكثير من الفوائد خلال هذه الاستضافة الخليجية التي تأتي في توقيت دقيق تواصل فيه الدولة تحقيق اعلى درجات التميز والنجاح لمختلف الفعاليات الكبرى واختبار مدى جاهزية المنشآت الرياضية لاستضافة بطولة كأس العالم 2022.
ومما لا شك فيه ان الاشادات المتواصلة التي تحظى بها اللجان المنظمة على مختلف تخصصاتها خلال البطولات الرياضية التي شهدتها قطر على مدار الاعوام الماضية جاءت لتعزز الإرث الكبير من شهادات التميز والابهار القطري الذي اصبح مصدر فخر للامة العربية من الخليج الى المحيط بعدما رفعت قطر منسوب الاحلام العربية الى أقصاها بفضل هذه القدرات التنظيمية العالمية.
أخلاق هل قطر
اثبت خليجي 24 ان البطولة الخليجية التي جمعت المنتخبات الثمانية الشقيقة كانت فرصة ثمينة لتجمع خليجي في ارض الكرم والضيافة حيث حظيت الوفود الرسمية والجماهير الرياضية بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة في ترسيخ واضخ لاخلاق هل قطر في هذه البطولة الرياضية الكروية.وفي هذا السياق اكد سعادة الشيخ جوعان بن حمد آل ثاني رئيس اللجنة الاولمبية القطرية ان الاستضافة الخليجية اسهمت في تعريف العالم بهوية الشعب القطري وطيب معدنه من خلال الترحيب بالضيوف وعدم خلط الرياضة بالسياسة. وقال في تغريدة على حسابه الرسمي بتويتر «من اهم مكاسب خليجي 24 هو ان العالم تعرف اكثر على الشعب القطري وهويته وعلى طيب معدنه بالترحيب بالضيوف واكرامهم وعدم خلط الرياضة بالسياسة، قدوتهم اميرهم الذي قال «اهلا بالجميع في دوحة الجميع».
تجارب مهمة
لا يختلف عاقلان على تقييم مدى أهمية التجارب العملية التي تقوم بها قطر خلال استضافتها للاحداث الرياضية الإقليمية والعالمية ومدى تأثيرها على اكتساب اعلى درجات الابهار والتميز بالإضافة الى مراكمة الخبرات اللازمة لدى اللجان التنظيمية التي تستقي خبراتها الميدانية من ارض الواقع ولا تكتفي بالتكوين النظري الذي يظل على أهميته بعيدا عن ملامسة الواقع العملي والتطبيقي الذي تحققه الكوادر القطرية في مختلف المواقع خلال المباريات الجماهيرية الكبرى.
وتعد البطولة الخليجية احدى المحطات الهامة في مسيرة الاستضافة المونديالية الكبرى باعتبارها احدى البطولات الشعبية التي تحظى بمتابعة كبيرة من طرف الجماهير الخليجية والعربية والدولية أيضا حيث اكتشفت الجماهير الرياضية المتابعة لمنافسات البطولة الخليجية مدى التطور الهائل الذي شهدته قطر في الأعوام الأخيرة على كافة المستويات من ملاعب مونديالية مبهرة وبنى تحتية متطورة تضاهي ما نراه في الدول العظمى.
منح مترو الدوحة تجربة ممتعة لجماهير كأس الخليج العربي (خليجي 24) للوصول لاستاد خليفة الذي اقيمت عليه فعاليات افتتاح البطولة بالاضافة الى مباريات المجموعة الاولى من الدور الاول حيث اسهم المترو في تنقل الجماهير بكل سهولة وسلاسة من خلال الخط الذهبي والخط الأحمر.
وكانت شركة الريل قد أعلنت عبر حسابها الرسمي على موقع تويتر عن تمديد ساعات عملها خلال الأيام التي ستقام فيها مباريات بطولة خليجي 24 لتسهيل حركة الجماهير من الساعة 6:00 صباحاً وحتى الساعة 12:00 ليلاً.
كما أعلنت عن منح تذكرة مترو مجانية صالحة للتنقل ليوم واحد للجماهير الذين يحملون تذاكر للمباريات المقامة في ذلك اليوم.
وسجلت اللجنة المنظمة المحلية وصول 9000 متفرج الى المدينة الرياضية عبر الخط الذهبي في افتتاح البطولة الخليجية بالاضافة الى 14000 متفرج في مباراة الجولة الختامية من دور المجموعات امام المنتخب الاماراتي والتي انتهت بنتيجة 4/2 لفائدة منتخبنا الوطني.
ويعد استخدام المترو باعتباره وسيلة نقل مستدامة وصديقة للبيئة احد الحلول التي اوجدتها قطر خلال تقديمها لملف الاستضافة المونديالية حيث تمكنت من تعزيز المبادئ الاممية في تخفيض الانبعاثات الكربونية اثناء استضافة البطولات الرياضية الكبرى وهو ما تسعى قطر الى تنفيذه عبر خططها التشغيلية بكأس العالم 2022.
رغم ان خليجي 24 من البطولات الإقليمية التي لا تصنف ضمن المنافسات الرسمية بجدول الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا الا ان دولة قطر حرصت على خوض منافساتها على اكثر من استاد من استادات المونديال الثمانية التي ستحتضن بطولة كأس العالم لكرة القدم في 2022.واحتضن استاد خليفة الدولي حفل افتتاح البطولة الخليجية بالاضاقة الى مباريات المجموعة الأولى على مدار منافسات دور المجموعات وسط اشادة كبيرة من الجماهير الرياضية الخليجية والعربية التي اعادت اكتشاف هذا الصرح الرياضي الذي يروي تاريخا ذهبيا لنجاحات الرياضة القطرية ويستشرف المستقبل الزاهر لدولة قطر التي عززت دور العالم العربي على خريطة الرياضة العالمية. في المقابل كان استاد الجنوب احدى مفاجآت البطولة الخليجية بعدما قررت اللجنة المنظمة المحلية تنظيم مباراة الدور نصف النهائي بين منتخبنا الوطني ونظيره السعودي على هذه الايقونة المونديالية التي ابهرت العالم من جديد باعتبارها احد الملاعب التي تم تشييدها من الاساس لاستضافة كأس العالم لكرة القدم في 2022 حيث بلغ عدد المتفرجين الحاضرين اول امس بمباراة الادعم والسعودية 42025 متفرجا وهو عدد قياسي يسجله الاستاد منذ افتتاحه في مايو 2019.

خليفة والجنوب يأسران القلوب
تعد بطولة خليجي 24 من البطولات الناجحة جماهيريا رغم الظروف التي شهدتها قبيل الانطلاق حيث استطاع الحضور الجماهيري الوصول الى عتبة 200 الف منذ بداية البطولة منها 152 الفا بدور المجموعات وحوالي 50 الفا في مباراتي الدور نصف النهائي كان نصيب الاسد منها لمواجهة منتخبنا الوطني امام السعودية على استاد الجنوب المونديالي.
ويأتي هذا النجاح الجماهيري الكبير لبطولة خليجي 24 كنتيجة للجهود التي تبذلها لجنة التسويق باللجنة المنظمة المحلية وباقي اللجان المتدخلة في العملية التنظيمية الى جانب تأكيد قدرات المنظمين على التحكم في الفعاليات الجماهيرية الكبرى التي تتطلب تنسيقا كبيرا على المستوى الامني سواء خارج الاستاد او داخله من اجل تأمين اعلى درجات الجاهزية والسلامة للجماهير الرياضية من مختلف الدول المشاركة.