و ما عجبي من موت العاشقين
لكني من بقائهم على قيد الحياة أعجب
كيف بالذي شق الفؤاد في فجر شوق
يكون أوعى للمكر فأشطن و أكذب
ما ظني في حسن ذئب يختال كبدي خائب
لكني يقين على يديك منتحب و أخيب
ليت الذي كان بيننا يندثر باندثاري
ليتي ما عشت بعد هذا التمني أطلب
إني لولا بقايا لهيب في مهجتي
ما كنت صرحت باسمك و لا ظللت أكتب
رسائل ليل خفية ...يحملها التساؤل
ما الذي به قلبي في الهوى أذنب؟
لكني اعض على وجع الليل و عصرة النهار
و أقف أمام هواك الجشع... أ فأشعب!!
يحضر طيفك دون عزائم
و حاضر وجعي سواء بقيت أم أذهب
أينما وليت تنهش مني الذكرى
سيف متسلط ...أأسلم قاتلي ...أأراوغ أتعب..!؟
ما كان لي من هوى صدق نصيب
و لا من لذيذ عشق أطيب
إلا ظل مائل من عينيك تمثل
من وراء البحار ....جاءني سهلا فصار أصعب
أنت لا بشر ....و لا الهوى أنت
أنت آه و أنا روح بين زفراتها أتقلب
خذ عني ملامحك و صوتك و عينيك و لمسة يديك و كلك
خذ عني ريحا من الجنوب أتتني بحظ مقعر أحدب
خذ عني زيف الشوق بين طيات المساء
فالنوم على دمعي دون أحلام الزيف أوجب
تا الله ما كنت قبل هذا المصاب
إلا صبية أصحو و أنام أراود السرور و ألعب
حتى صحوت على أفق فجر كاذب
تلمست وجهي وجدتني ...أكبر و أشيب
ما كان مني إلا أن نأيت عن العالمين
و طلبت الله ...يا رب عفوك و حكمك أغلب
لو كنت يا ذا الوتين المتسلط ترجو موتي
فإني مت حقا ...خسرت و لا انا سأغنم و لا أكسب
غير نفسي باقية خالصة على الصواب
و الصواب أن أبقى على قيد مبدأ متعفف يأبب
كرهت فيك الهوى تظلما لا شخصك
علة الأنفس فعلها ...لا ما خسرت و لا ما تكسب
دموع الثلج يا صاحب بردي ملقاة
على مواقد جمر هي و أنا قبلها أصلب
آنفة تأبى على أرضك أن تسقط
تكبر في صدى الأيام ...قلبت مواسم الربيع ...فو الله سأقلب
لا أنت أبقى مني على العهد ...و لا أنت أقوى
إذ على قيد امرأة كل ما فيها لك فتنة تتأهب
لا لتستدرجك إلى حيث سينخى جبروتك
إنما لتبثك علة عشق ...فمن أنى لك بغير عينيها تتطبب
تبا لك حينها و قبلها و بعدها و إلى أن ينتهي أثر العاشقين
لا الموت ارجوه لك ....
إنما حياة لولاي... لا تهنأ فيها و لا على ندمك تتغلب
سأثأر لعينيك لحظة تغيرت و رنت إلى شيطانها
تظن أني امرأة لولاك على كحلها تعتب
النظر إلى وجه النساء قبسة من الجمال
و النظر إلى عينيا بلا كحل جمال على خيله يتأهب
ارحل ....و اعتكف صمتا يجرك
كل الطرق إلى قلبي ...ستعيدك فلا أعجب
لا أعجب منك محب رأيت
يحرق النار بالنار ....و يظن أن نار القلوب....
.... ترضى... أو تنسى ....أو تغلب..!!
تفاحة آدم ...ما كانت إلا أنا
أعوذ بالله من قلب عاشقة عذب
فارتأت أن تعلق على سماء الغياب
قلب رجل ظن أنه أذكى و أبعد
أو قاب قوسين من أن يرد إليه سحره و عليه يقلب
ماريا غازي