ولقد ذكرتك والنساء كثيرةٌ
كأنني البدر حوله النجوم
فلو كان حبى غير صادقٍ
لكان الفؤاد بهن مغروم
فتلك بيضاءُ يُشع نورُها
كقطعة ثلج ألقتها الغيوم
يراها الضرير فى الظلام
كالزرقاء لم تخطئ المرقوم
وشقراء كالشمس بالضحى
كالإقحوان عليها نحل يحوم
ومن طرفُها بالنعاس تجمل
من يصيبه فعن الزاد يصوم
وسمراء كلُ الخلق يلحظُها
يعلوها بهاءٌ يشفى السقوم
ومنهن كالمها فى مشيتها
ممشوقةٌ لا تثقلُها الشحوم
وذاتِ قدٍ يحاكى السحابا
قليل مثلُه كأنه معدوم
وعذبة القول للظمأن ريا
من همسها الكسيحُ يقوم
ولكن أنتِ بالعين كالمقل
وكلُ الجمال بك منظوم
فلم أرى مثلك من نساء
ولم أكن بغيركِ موهوم
لهيب الفؤاد عليك حصرا
وهذا لكل الخلق معلوم
فلم يخنك الشوق يوما
كأنه من هذا معصوم
وإذ غاب طيفُك لحظةً
فمن كل الناس محروم
فاعلمي أن كلَ الناس أنتِ
وأنك الرحيقُ المختوم
م