ماكنت أعلم أنك بجوار
داري على قلب الأحبة داري
ما كنت أعلم أنك بجواري
من نورك وهج الفؤاد وضوؤه
والحب منبلجٌ من الأنوارِ
وبربعك ضوء يشع وداده
من خافقيك إلى الهوى أقماري
وذكرتك حتى ملأت قصائدي
بيت القصيد وأنت في أذكاري
مستبصرا بعد الضلالة حبك
هذا الوداد يؤيد استبصاري
وأسرَّت الحب القديم وأسفرت
معشوقة أفضت بلا أسرارِ
وكأنها دارت تقلب طرفها
قد أتقنت حباً بذي أدوارِ
أم أبحرت في الحسن حين رأيتها
سفني فتاه الحب في الإبحارِ
وندى الصباح على الزهور تراقصت
رقص الربيع على ربا الأزهارِ
والطير ينشد عازفاً بفنائها
هيا ارقصوا يا معشر الأطيارِ
لما أتت كلّ المثالب أُجِّلتْ
ومحا الجمال بليَّة الأوزارِ
وتأثَّرت حتى النجوم بحسنها
متلألئ نجم على الآثارِ
من سحرها لبس النهار نقابه
متهجِّد يدعو إلى الأسحارِ
وتفطَّرت حتى المياه بشربها
تدعو إلى الترحاب والإفطارِ
وسألت قلبي هل ظفرت بحبها
لا بل صبغت الحب في الأظفارِ
ولها سلام حين تدخل جنتي
القلب يفتح بابه بوقارِ
من كل فاكهة وكل عريشة
حُفَّت بما جادته من أثمارِ
ولعلها كتبت بقلب حبيبها
أنت المقدر في هوى الأقدارِ
أنت المحجب لاتزال بمهجتي
إني حميتك في الوداد الجاري
في عشقها سلم وحسن ضيافة
كالزرع جذلان على الأمطارِ
ملكت عروش القلب دون محارب
واستأثرت ما فيه باستئثارِ
وجميلة تحلو القلائد عندها
من حلية لبست أو أكسسوارِ
إن أقبلت نشر الأريج ضماخه
أو أدبرت فالكل في إدبارِ
م