تاريخ الطراز المعماري: كيف بدأ وكيف تطور
ببساطة شديدة، الطراز المعماري هو مجموعة من الخصائص والمميزات التي تمكننا من التعرف على أي مبنى بسهولة. وقد يشمل المواد المستخدمة في البناء أو حتى طريقة البناء. تاريخ الطراز المعماري يبين لنا أن اتجاهات التصميم تتغير وفقا للمعتقدات، والأيديولوجيات، والتقنيات المتاحة في كل حقبة زمنية.
في حين أن الهندسة المعمارية تستمر في النمو والتغيير، لا تزال بعض الطرز وأساليب البناء القديمة موجودة وبارزة حتى يومنا هذا. ويمكن أن نراها في جميع أنحاء العالم، سواء في المباني أو المساجد أو المتاحف والمعارض الفنية.
بينما كان الطراز المعماري يعكس ايدولوجيات المجتمع في القرون الماضية، أصبح الآن وسيلة فنية وتعبيرية. كما تتباهى كل من المدن الكبرى في العالم بمجموعة من الطرز المعمارية الخاصة بها والتي تعطي انطباعا مختلفا عن المدن الأخرى.
من الطراز المعماري الإغريقي إلى العمارة المعاصرة، نستعرض لكم اليوم نبذة عن تاريخ الطراز المعماري حول العالم.
العمارة الحديثة
ظهرت العمارة الحديثة لأول مرة في النصف الأول من القرن العشرين، ويعتمد هذا الطراز المعماري على استخدام أحدث التقنيات المتاحة مثل الزجاج والفولاذ والخرسانة المسلحة. يعتبر الطراز المعماري الحديث رفض صريح لكل الطرز وأساليب البناء السابقة لها، وخصوصا طراز النيو-كلاسيكية.
عادة ما تعتمد الهندسة المعمارية الحديثة على الأشكال الهندسية البسيطة، كما تقوم على تعزيز موقع البناء ووظيفة الهيكل المعماري.
العمارة المعاصرة
العمارة المعاصرة تشتهر باسم الهندسة المعمارية للقرن الواحد والعشرين. ويقوم المهندسون المعماريون بتوظيف مختلف الأساليب المعمارية في البناء، بدلا من الاعتماد على نمط واحد فقط. الهدف من الطراز المعماري المعاصر هو تصميم مباني تتحدى التوقعات بطبيعتها المدهشة والمعبرة.
تعتمد العمارة المعاصرة على استخدام النوافذ الكبيرة والخطوط المنحنية، وهي صديقة للبيئة من حيث التصميم والمواد المستخدمة في البناء.
عمارة العصر الفيكتوري
برز الطراز المعماري الفيكتوري في منتصف وأواخر القرن التاسع عشر، وهو يرجع إلى عهد الملكة فيكتوريا التي حكمت المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وايرلندا في الفترة من 1837 إلى 1901. ويعتمد هذا الطراز المعماري على إعادة إحياء الأنماط التاريخية القديمة، وتقديم أنماط تصميم جديدة مستوحاة من الطرز المعمارية في الشرق الأوسط وآسيا.
المنازل المبنية على الطراز المعماري الفيكتوري عادة ما تكون ضيقة وطويلة وغير متناسقة في الشكل، كما أنها تضم سلالم وأبراج وتتباهى واجهاتها بالزخارف.
العمارة الإسلامية
ولدت العمارة الإسلامية في القرن السابع، وهي مستوحاة من العديد من الطرز المعمارية مثل الرومانية والبيزنطية والصينية وحتى الهندية. استخدمت العمارة الإسلامية لتصميم الكثير من المباني المدهشة التي لا تنسى، ومنها مثلا قبة الصخرة في القدس. ويشمل الطراز المعماري الإسلامي أربعة أنواع رئيسية من التصميمات هي: المساجد، والقبور، والقصور، والحصون.
يسهل التعرف على المباني المصممة على الطراز الإسلامي، وذلك لأنها عادة ما تتضمن الأقواس والأبراج والتصاميم الرائعة للبلاط. كما يتميز الطراز المعماري الإسلامي أيضا باستخدام الحدائق الداخلية.
العمارة الشرقية
العمارة الشرقية تشير إلى الطراز المعماري الذي نشأ في البلدان الآسيوية مثل الصين واليابان. وعادة ما تضم العمارة الشرقية التقليدية المساحات المفتوحة داخل المباني المغلقة. كما تركز العمارة الشرقية أيضا على عرض البناء بدلا من ارتفاعه.
تتباهى العمارة الصينية القديمة باستخدام الخشب والأعمدة والحزم، وعادة ما تكون الهياكل أنيقة وبسيطة ومرنة في نفس الوقت.
العمارة الكلاسيكية
العمارة الكلاسيكية مستوحاة من الطرز المعمارية القديمة، مثل الطراز المعماري اليوناني والروماني. فبعد انهيار الإمبراطورية الرومانية، شهد فن العمارة ولادة أساليب وأنماط جديدة مع إعادة تشكيل وتعريف الطرز القديمة. تختلف أنماط الطراز المعماري الكلاسيكي كثيرا، ولكن يعتمد معظمها على استخدام عناصر الزخرفة والبناء على البناء.
من أقدم وأبسط المباني المعتمدة على العمارة الكلاسيكية هو المعبد، وهو هيكل مستطيل تحيط به الأعمدة.
العمارة النيو-كلاسيكية
في منتصف القرن الثامن عشر، ومع بروز الحركة الكلاسيكية الجديدة، ولد طراز معماري جديد سمي بالعمارة النيو-كلاسيكية. في جوهره، يحاول هذا الطراز إعادة بعض الأنماط المستخدمة في العمارة اليونانية والرومانية القديمة.
تضم العمارة النيو-كلاسيكية العديد من السمات الرئيسية التي تميزها عن غيرها من الطرز، فهي عادة ما تستخدم الأشكال الهندسية البسيطة، والأعمدة، والجدران الفارغة.
الآرت ديكو
اكتسب الآرت ديكو، وهو اختصار لArts Décoratifs، أو الفنون الزخرفية، شعبية كبيرة في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي. يعتمد هذا الطراز المعماري على دمج الأساليب الحديثة مع استخدام المواد الغنية والمهنية البارعة في التنفيذ. لا يقتصر الآرت ديكو على المباني فقط، فقد اجتاح هذا الطراز الأثاث، والمجوهرات، والأزياء، وحتى السيارات والقطارات.
يهدف الآرت ديكو إلى تقديم مظهر متجانس. كما أنه يعتمد على خلق قطعة فنية مبهرة باستخدام أشكال هندسية مرتبة تتخللها منحنيات زخرفية رائعة.