تخصصات الهندسة المعمارية وفروعها المتنوعة
دراسة الهندسة المعمارية
سنتناول في هذه المقالة أهم تخصصات الهندسة المعمارية وذلك وفقاً للنظام الدراسي الفرنسي (كمثال)، وذلك لأن تخصصات الهندسة المعمارية قد تختلف من دولة لأخرى (وأحيانا من جامعة لأخرى)، ولذا سنأخذ فرنسا كمثال، ويشبهها دول كثيرة بالتأكيد.
ثم ننتقل للحديث عن أهم فروع الهندسة المعمارية، فروع الهندسة المعمارية التي لا تُدرس داخل قسم الهندسة المعمارية ذاتها.. (لذا وجب التنويه هنا، أن تخصصات الهندسة المعمارية شيء، وفروع الهندسة المعمارية شيء أخر).
ولكن فروع الهندسة المعمارية هذه هي مجالات دراسة أخرى لها علاقة بالهندسة المعمارية وبعمل الهندسة المعمارية وبإكتمال الهندسة المعمارية.
تطور العلوم وظهور التخصصات
كان العلماء في الأزمنة القديمة نوابغ، لقد كان الواحد منهم يجمع بين الكثير من العلوم، فقد تجد في سيرة أحدهم أنه كان طبيباً، مهندساً وسياسياً، كما هو الحال مع “إيمنحوتب” فقد كان يعمل طبيباً وحكيماً في عهد الملك “أمنحوتب الثالث” كما كان ماهراً في هندسة البناء.
من لم يبلغ هذه الدرجة التي بلغها “إيمنحوتب”، تجده عالماً في مجاله يعرفه معرفة شبه كاملة شاملة.
لكن بعد أن إزدهرت العلوم وتطورت الفنون، أصبح الإنسان في حاجة إلى ظهور التخصصات بعد أن عجز عن معرفة تلك العلوم بشكل كامل شامل.
لقد أدى هذا إلى تطور العلوم أكثر ولكن من جهة أخرى إلى تقسيمها شيئاً فشيئاً، تلك التقسيمات قد تتطور وتصبح عِلماً آخراً قائما بنفسه.
لم تكن الهندسة المعمارية خارجة عن هذا الإطار، فقد ظهرت فيها أيضاً تقسيمات وتخصصات لم تكن موجودة من قبل.
تخصصات الهندسة المعمارية
في زماننا هذا، تختلف التخصصات بين دولة وأخرى وتختلف معها الشهادات الممنوحة من الدول، ونحن سنأخذ دولة فرنسا كعيّنة ونشرح التخصصات التي تقدمها الجامعات الفرنسية للطلبة..
دراسة الهندسة المعمارية والتخصص بها
يتحصل الطالب على “شهادة دراسات في الهندسة المعمارية” بعد ثلاثة سنوات من الدراسة، وبعد سنتين إضافيتين يتحصل على “شهادة معماري دولة”.
سواء تحصل على الشهادة الأولى أو الثانية يمكنه العمل كمعماري عند الوكالات المعمارية، لكن ليتمكن من فتح وكالة خاصة باسمه والحصول على الختم، عليه أن يعمل لدى وكالة معمارية لمدة معينة يحددها القانون حسب الدول وحضور محاضرات بالجامعة في نفس الوقت.
في السنتين الأخيرتين التي ذكرناها، على الطالب أن يختار شعبة يتخصص فيها ويدرسها بعناية أكثر:
– عمارة، مدينة، إقليم ومجتمع.
– عمارة، هندسة ومحيط.
– عمارة، تاريخ وتراث.
– عمارة، نظرية ونقد.
فروع الهندسة المعمارية الأخرى
فروع الهندسة المعمارية، هي مجالات دراسية أخرى، تتعلق بالهندسة المعمارية وعملها بشكل مباشر أو غير مباشر، ستفهم ذلك أكثر ونحن نشرحها.. أهم فروع الهندسة المعمارية كالآتي:
التخطيط العمراني أو العمران:
من التخصصات التي تفرعت عن الهندسة المعمارية ثم أصبحت مستقلة.
يمكن دراستها من خلال:
1- تتوافر في بعض كليات الهندسة المعمارية.
2- كما يمكن دراستها في أقسام الكليات: تنظيم الإقليم والتخطيط العمراني. (يتحصل الطالب بعد خمس سنوات على شهادة في التخطيط العمراني).
إذا كان المهندس المعماري يهتم بالبناية بشكل مفرد وبالمدينة بشكل عام، فإن مُخَطِط المدن لا يمكنه دراسة البنايات ولا تصميمها، إن عمله يقتصر على المدينة فقط.
تصميم المناظر الطبيعية:
يهتم التخصص بتصميم الحدائق والمتنزهات… الخ، يدرس الطالب في أحد المدارس المتخصصة في المجال ليتحصل بعد ثلاث سنوات على شهادة مصمم مناظر طبيعية، ويمكن بعدها أن يزاول مهنته في الوكالات المعمارية أو أن يعمل لحسابه الخاص.
تصميم داخلي:
يمكن للطالب أن يتخرج من مدرسة عليا في الهندسة المعمارية أو من الجامعات: تخصص فنون جميلة،
فبينما يهتم المهندس المعماري بالوظيفية بين الفضاءات الداخلية، يهتم المصمم الداخلي بالجانب الجمالي باختيار مواد البناء وأماكن الضوء وطريقة صرف المياه، كما يمكنه تغيير مكان الحيطان وإعطاء الأوامر بإنشاء سلالم، إنه يعمل في البناء ويساهم في التشييد.
تصميم ديكور:
هناك بالفعل تداخل بين المصمم الداخلي ومصمم الديكور، فكلاهما يهتم بالجمال الداخلي للبناية،
لكن الفرق أن المصمم الداخلي يشارك في البناء أثناء تشييده ويغير ما يتطلب تغييره، بينما عمل مصمم الديكور يبدأ عند الانتهاء تماماً من البناء، إنه يعتني بألوان الإضاءة، بطلاء الحيطان، بالأثاث وستائر البناية.
عليه يمكننا القول أن كل مصمم داخلي فهو مصمم ديكور وليس كل مصمم ديكور يعتبر مصمماً داخلياً.
في الحقيقة التصميم الداخلي تخصص معماري ولكن تصميم الديكور لا يعتبر كذلك، لكن لأهميته وللجمالية التي يقدمها للبناية ألحق بفروع العمارة وهو ليس منها.
تاريخ العمارة:
فرع آخر تفرع عن الهندسة المعمارية، يمكن للطالب التخصص في هذا المجال من خلال الدراسة في كليات التاريخ أو كليات الفنون، ليتحصل بعد خمس سنين على شهادة في تاريخ العمارة ويصبح مؤرخاً في مجال العمارة.