فراشة الماء




فراشة الماء
من يستطيع الظن بأن هذا الكائن العادي المظهر ذا السيقان الطويلة النحيلة الرفيعة كاسلاك المصباح الكهربائي المقدر له الاختلاط في زحمة الأكثرية، أنه واحدة من أكثر
الحشرات أصالة، ربما بدافع من رغبتها في الخروج من عالم النكرات قد دأبت فراشتنا المرفرفة على الانفراد والانعزال كليا عن بقية أعضاء فصيلة قشريات الأجنحة التي هي تنتمي إليها. في الحقيقة تقضي (حوراؤنا) هذه معظم حياتها تحت الماء : فلكي تبيض إنها تغوص فعلاً بضعة سنتميترات تحت سطح ماء إحدى البحيرات أو المستنقعات، وعبر عملية إنسلاخ معقدة يتحول البيض الى الطور اليرقي فالطور العذرائي، وبعد بلوغ طور الحشرة الكاملة في العنصر السائل تطفو الفراشات وترتفع محلقة للرقص بمرح في الجو إنها رقصات مسعورة ساحرة ليتها تدوم ولو صيفاً واحدا !
هل كنتم تعلمون ؟
أن البسطة الجناحية لفراشة الماء تكاد تبلغ السنتمترين .. وأن هذه الحشرة ضارة لنبات الأرز وأنه لمكافحتها يدخل سمك الشبوط الملتهم لبيضها بشراهة في حقول الأرز .
حقائق عن فراشة الماء

  • في شهر أغسطس ترى هذه الفراشات الصغيرة وهي ترفرف قرب برك المياه، الذكر والانثى متماثلان تقريبا : الاول اصغر قليلا من الاخرى .
  • تضع الأنثى بيضها في مجموعات على ورق نباتات مائية معينة لقد كست القدرة الالهية هذه الحشرة بزغابة صامدة للماء، تحمل الفراشة معها على أجنحتها احتياطيا من فقاقيع الهواء .
  • تستعمل اليرقات الورقة التي تستضيفها لإنشاء مأوى لنفسها وللحصول على الغذاء والاوكسجين، انها تتنفس في هذه المرحلة عن طريق جلدها .
  • نظرا لالتفافها على هذا النحو تستمد فراشات الماء حاجتها من الأكسجين باقتناصها فقاقيع هواء صغيرة أثناء وجودها في الماء وحين طلوعها الى السطح ولكن دون أن تغادر غلافها أبدا .
  • لقد حانت اللحظة العظيمة تخرج الفراشة من الشرنقة وبعد ان تجمع تحت اجنحتها ما تبقى من الهواء تطفو ، حالما تبلغ السطح تتخلص فراشتنا من غلاف كان يحميها من الماء وتنطلق محلقة في الجو .
  • قبل أن تصير حشرة كاملة تلتصق اليرقات ثانية بسویقات نباتية غاطسة في الماء وذلك بالتفافها بعين خيوطها الحريرية مكونة شرنقة معقدة، وفي هذا الطور أيضا تستمر النبتة في تزويد الاوكسجين للكائن الدقيق .