ماذا بشأن أساليب الاشتقاق المستعارة من لغات أخرى وموضوع تماشيها مع السياق التأثيلي للعربية
ولعل أقربها للذهن هنا هو اختصار الجمل ببعض الحروف المستعارة من الإنكليزية acronym
حيث نلاحظ أن عوام العرب لا يستخدمون هذا الأسلوب لأنه لا يتماشى والعربية ولا بنائها التأثيلي
فالعربية تبنت النحت لجمع بعض الكلمات
وأساليب أخرى للاشتقاق والاصطلاح ليس أحدها جمع حروف من كلمات جملة
من الأساليب التي ما تزال لم تستثمر في العربية نتيجة عدم تقعيدها
الارتقاء بالمشتقات إلى مصادر أو أفعال ثم الاشتقاق منها مجددا وسأضع في التعليق مثالا بالإنكليزية ثم مثالا مقبولا بالعربية رغم عدم التقعيد
من أمثلة الارتقاء بالمشتق ثم الشتقاق منه بالإنكليزية:
كلمة Find
هذه الكلمة تعني "يجد"
الماضي منها هو
Found
وتعني "وجد"
لكن Found
هي اسم لفعل آخر جديد ويعني "يتأسس" أو "يبنى"
والماضي منها
Founded
كلمة Founder
تعني يؤسس
وهي أيضا فعل ثالث له معنى مختلف
وتعني "يغرق" أو "يتكسر"
وماضيها هو
Foundered
بنظرة عامة على
Find, Found, Founder
تظن أنها فعل بثلاث تصاريف
لكنها في الحقيقة ثلاث افعال بثلاث معاني مختلفة
من الأمثلة الحديثة بالعربية رغم عدم وجود تقعيد
لفظة مرحلة على وزن مَفْعَلَة بمعنى جزء من عدة أجزاء من مسار زمني أو مسافة أو معنوي
يحول البعض هذه اللفظة إلى فعل رباعي مرحل بمعنى تقسيم شيء ما أو مسافة أو فترة زمنية إلى أجزاء أصغر متعددة ويشتقون منها عدة كلمات مستخدمة في علمي الإدارة والسياسة
مثل تَمَرْحُل
وقد نجد استخدام كلمة بنفس اللفظ الأصلي أي مرحلة ولكن ليس بمعنى القسم بل كمصدر للفعل من المرتبة الثانية مرحل
------
هذا باب واسع يمكن فتحه لإنتاج مصطلحات جديدة قد تعجز عنها الألفاظ القديمة
لكنه بحاجة لتقعيد
مشكلة التقعيد من وجهة نظري هي القصور الأصلي في الميزان الصرفي الذي أبدعه الخليل تجاه الفعل غير الثلاثي
ولتجاوز عقبات عديدة في اللغة نحن بحاجة لإعادة صياغة للميزان الصرفي وتطويره ليكون أكثر حملا للمعنى في حالة الفعل الرباعي والخماسي والمشتقات من المرتبة الثانية وربما الثالثة
وفي الحقيقة قد يكون ممكنا تسهيل هذا بالإجابة على السؤال الأعمق وهو كيف انتقلت العربية من الثلاثي إلى الرباعي والخماسي وربما كيف انتقلت اللغات الجزيرية من الفعل الثنائي الذي اختفى تماما في العربية إلى الثلاثي