أخوتي ما أجملَ أن نرضى بما قسمَ الله لنا فالقناعة كنز وراحة بال يبحث عنها الكثير من البشر التائهين الضائعين فكم نتمنى أن نكون مكان المشهور الفلاني أو أعيش حياته أو أحصل على كذا وكذا ولكن عندما تحصل على ما تريد قد تتفاجئ وتستغرب كيف أن هذا الشخص عاشَ حياة بهذهِ الطريقة ..
كل يوم هو هدية من الله عزوجل لنا علينا أن نقبله قبولا حسنا لا أن نرفضه ..
تعالوا لنرى ما هي الأمنية التي كانتْ تتمنى أن تحصل عليها كريستينا في حياتها ..
كريستينا ارسطو أوناسيس ..
فتاة بريئة جميلة ابنة الملياردير اليوناني ارسطو أوناسيس الذي ورّثها كل شيء من العقارات واليخوت والذهب والألماس وكل شيء كل شيء يمكن لك أن تتخيله ...
ولدت كريستينا 1950 وتوفيت منتحرة عام 1988 عن عمر قارب على (37 عاما)
كانتْ تمتلك كل شيء ولكن مع كل هذا الثراء لم تفلح المسكينة أن تحظى بالسعادة فقط .. كانتء أمنيتها الوحيدة في الحياة هي أن تحظى بالسعادة فقط مع زوج سعيد يحبها وعائلة سعيدة ومرتاحة ولكنها لم تحقق هذه الأمنية وماتت منتحرة ..
تزوجت أربع مرات ولكنها في كل مرة تكتشف أنهم نصابون لا يحبونها بل يحبون دولاراتها مالها امبراطوريتها , فلا أحد يتواصل معها ككيان بشري يحتاج إلى الحب والى السعادة والى الحميمية والى الاهتمام والسؤال الى الوفاء والتعامل الصادق بل لم تعثر على شخص يعطيها هذه الاشياء البسيطة بعيدا عن المال والدولار ولكنها اكتشفت أنهم يريدون أن يتواصلوا مع الدولار والمال وليس مع كريستينا المرأة الكيان البشري ..
وفي النهاية تزوجت للمرة الخامسة عندما آمنت بشيوعي لا يقدس المال والدولار بل يقدس الحياة الانسانية والقيم والعلاقات الطيبة مع البشر وأقسم لها على الوفاء والحياة والصدق وتركت كل شيء وعاشت معه في بيت متهالك صغير في أطراف موسكو الفقيرة ..
ولكنها صُدمتْ في الأيام التالية بأنه نصّاب وبأنه يُريد أموالها ويعشق الدولار والروبل ..
وعندها أصيبت بأكتئاب حاد جداً ليعثروا عليها منتحرة بجرعة حبوب على أحد الشواطئ في الأرجنتين ...
يقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
((أرض بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ))
دمتم بخير
اتمنى لكم سعادة دائمة
سلفر