ذكرتك فاستبدّ بي الغرامُ***وتاه القلـــــــبُ فاخْتـــــنقَ الكـــــلامُ
يُعاتبني فؤادي عن هواك***وبالأشواق يعــــصُـــــــرني الوئــامُ
وما أدري متى يأتي انعتاقي***وأسر العشق يعرفه العــــــــظام
قضيت العمر في قفص التّرجّي***فما انقشع الغمام ولا الظّــلام
وقال لي الصّباح كفى انزعاجا***فإنّ القلب يســـــــــكنه الــغرام
////
أيا عشّاق حرف الضّاد مهلا***فقد حضر النّهــــى أهلا وســـهلا
حبيب في الأحبّة نال منّي***وعلّمني الهــــــــــدى قولا وفـــــعلا
ينام معي فيوقظني بياتا***لأرسم ما بذاكرتي تجـلّى
فأسعد حين أسكب من يراعي***بيانا بالبلاغــــــة قد تحــــــــــلّى
أبيت اللّيل في نظم اللّآلي***وعقلي بالمــــعاني قد تســـــــــــــلّى
لسان الضّاد حرف الملهمينا***وشرق بالهـــدى نشــــــــر اليـقينا
لسان الضّاد في المبنى بناء***به الإعراب رقّـــــى العارفيـــــــنا
تجلّى بالبــــيان فصار سحرا***أنار بضـــــــوئه الأمل الدّفــــــينا
أجوب به العصور وكلّ عصر***أراه مـــــــن العــصور الأوّلـنا
////
أحبّ الشّعر في علم الأدب***وما كتـــــــب العـــــظام من العرب
ألم تر أنّ ذكر اللّه يشفي***قلوب الأشــــــــقياء من الغـــــــــضب
ويبعث في النّفوس الأمن هديا***فتشعر أنّها تحيي النّــــــــــــسب
لسان الضّاد سهّرني اللّيالي***ولقّنـــــني الرّفيــــــــــع من الأدب
بنظمه في الحياة رأيت نفسي***ومنه الفكر أسكره العــــــــــــنب
////
عشقت تلاوة الأشعار عشقا***وكان العشق في الأحشاء صدــــقا
أحسّ بأنّني أحيي لســــاني***فأقرأ ناطــــــــــــــــــــقا أدبا ورفقا
وأعصر من فمي لغة وشعرا***فينسكب النّدى سحرا وشـــــــوقا
وفي مجرى الكلام أحسّ أنّي***صنعت من الحروف رؤى وذوقا
سأنتزع السّواد من العيـــــون***وأزرع دمعـــــــــتي بين الجفون
سأرسم أحرف العشّاق شوقا***وقد بلغوا الحدود من الجنــــــــون
وفي خلدي ســـأبدع كلّ فنّ***ترعرع كالرّضيع مع الفــــــــــنون
لساني صادق في البعث لمّا***تربّى في المــــــخافر والسّـــــجون
وفي زمن الرّصاص حبست طفلا***وفي زنزانتتي انفتحت عيوني
حبيبي بالنّبوغ كوى اجتهادي***وقاد سفينـــــــــتي نحو الرّشـــــاد
سألته فاستجاب إلى اهتمامي***وسلّحني بمختــــــــــــــــلف العتاد
فسرت إلى المعالي مستريحا***أناضل بالحــــــــــــروف وبالمداد
وكنت إذا أصابتنــــــــي جراح***صبرت على التّحمّل في انقيادي
فديتك يا لسان الضّاد روحا***فأنت الإرث في وطــــــــني وزادي
محمد الدبلي الفاطمي