تمثل رعاية ما قبل الولادة ركنًا أساسيًا من الحمل الصحي. سواء اخترت طبيبًا معالجًا أو اختصاصي ولادة أو قابلة أو رعاية مشتركة لما قبل الولادة، سنعرض لك ما يمكنك توقعه خلال الزيارات القليلة الأولى السابقة للولادة.
رعاية ما قبل الولادة: الزيارة الأولى
بمجرد معرفتكِ بالحمل، حددي موعد أول زيارة لرعاية ما قبل الولادة. وخصصي وقتًا كافيًا للزيارة. فأنتِ ومقدم خدمات الرعاية الصحية لديكما الكثير لتتناقشا حوله! وقد يكون من الأفضل أن يحضر معكِ زوجك إلى هذه الزيارة.
التاريخ الطبي
سوف يطرح عليكِ مقدم خدمات الرعاية الصحية عدة أسئلة تشمل تفاصيل حول:
- دورة الحيص وتاريخ أمراض النساء
- حالات الحمل السابقة
- التاريخ المرضي الشخصي والعائلي
- استخدام الأدوية بما يشمل ذلك الأدوية المتاحة بوصفة طبية وتلك المتاحة دون وصفة طبية أو المكملات الغذائية.
- نمط الحياة بما في ذلك تعاطي التبغ والكحول والكافيين
احرصي على ذكر أي مسائل حساسة أيضًا، مثل العنف المنزلي أو الإجهاض أو تعاطي المخدرات سابقًا. وتذكري أن المعلومات التي تشاطرينها مع مقدم خدمات الرعاية الصحية سوف تساعده على العناية بكِ وبطفلكِ على أفضل نحو. وإذا كان يوجد جزء ما في تاريخك المرضي لا ترغبين في معرفة زوجك به أو أحبائك، فاذكريه لمقدم خدمات الرعاية الصحية بشكل خاص.
موعد الولادة
قليل من النساء من تلد فعليًا في موعد الولادة المقرر لهن. ورغم ذلك، يلزم تحديد موعد الولادة أو تقدير تاريخ الولادة، حيث يسمح موعد الولادة الدقيق لمقدم خدمات الرعاية الصحية بمراقبة نمو الجنين وتقدم حالة الحمل وكذلك تحديد مواعيد للخضوع لاختبارات أو إجراءات معينة في أنسب وقت.
ويقدر مقدم خدمات الرعاية الصحية موعد الولادة باستخدام تاريخ بدء آخر دورة طمث ويضيف سبعة أيام عليها ويحسب ثلاثة أشهر من الوراء. وسيكون موعد الولادة في الأسبوع الأربعين تقريبًا منذ أول يوم في آخر دورة طمث لديكِ. وسوف يستخدم مقدم خدمات الرعاية الصحية الموجات فوق الصوتية على الجنين لتأكيد موعد الولادة.
مواضيع ذات علاقة
- متابعة مستوى الأجسام المضادة (Antibodies) لدى امرأة لديها RH سلبي
- شكوك حول الاهمال الطبي في علاج امرأة حامل
- تخثر الدم المفرط بسبب الطفرة
الفحص الجسدي
سوف يفحص مقدم خدمات الرعاية الصحية الوزن والطول ويستخدم هذه المعلومات لحساب مؤشر كتلة الجسم لديكِ. وسوف يستخدم قراءة هذا المؤشر لتحديد زيادة الوزن القياسية التي سوف تحتاجين إليها للتمتع بحمل صحي.
كذلك، سوف يقيس مقدم الرعاية الصحية ضغط الدم ومعدل ضربات القلب ومعدل التنفس ويجري فحصًا بدنيًا شاملاً. وسوف يكشف أيضًا عن حالات طبية لم يتم تشخيصها،
كما يفحص أيضًا المهبل ومدخل الرحم (عنق الرحم)، إذ إن التغيرات في عنق الرحم وفي حجم الرحم قد تساعد على تأكيد مرحلة الحمل. وقد تحتاجين إلى إجراء اختبار "باب" للكشف عن سرطان عنق الرحم، ويعتمد ذلك على مدى بُعد الفترة التي أجريتِ فيها هذا الفحص سابقًا.
الاختبارات المعملية
خلال الزيارة الأولى لما قبل الولادة، قد تخضعين لاختبارات الدم بغرض:
- معرفة نوع الدم:
ويشمل هذا أيضًا حالة العامل الريسوسي. العامل الريسوسي هو صفة موروثة تشير إلى بروتين معين موجود في سطح خلايا الدم الحمراء. يحتاج الحمل إلى رعاية خاصة إذا كان العامل الريسوسي لديكِ سلبيًا وكان إيجابيًا لدى والد الطفل.
- قياس الهيموجلوبين:
الهيموجلوبين هو بروتين غني بالحديد يوجد في خلايا الدم الحمراء ويُمَكّنها من نقل الأكسجين من الرئتين إلى جميع أجزاء الجسم ونقل ثاني أكسيد الكربون من أجزاء أخرى من الجسم إلى الرئتين بحيث يمكن انبعاثه عند الزفير. ويعد انخفاض الهيموجلوبين علامة لفقر الدم؛ وهو الافتقار لخلايا الدم الحمراء الصحية.
- فحص المناعة لحالات عدوى معينة:
عادة ما يشمل ذلك فحص الحصبة الألمانية والجديري المائي (الحماق)، ما لم يكن يشير التاريخ المرضي إلى ما يثبت الحصول على لقاح أو التمتع بمناعة طبيعية.
- الكشف عن التعرض لحالات عدوى أخرى:
قد يقترح مقدم خدمات الرعاية الصحية إجراء اختبارات الدم لفحص حالات عدوى مختلفة أخرى مثل الالتهاب الكبدي الوبائي بي أو الزهري أو السيلان أو المتدثرة، وفيروس نقص المناعة البشرية الذي يسبب الإيدز، حيث يتم فحص عينة بول بحثًا عن علامات العدوى.
اختبارات فحص تشوهات الجنين
يمكن أن تقدم اختبارات ما قبل الولادة معلومات قيمة عن صحة طفلك. وقد يجري مقدم خدمات الرعاية الصحية اختبار الموجات فوق الصوتية أو اختبارات الدم أو اختبارات الفحص الأخرى للكشف عن تشوهات الجنين.
جوانب نمط الحياة
سوف يناقش مقدم خدمات الرعاية الصحية أهمية التغذية السليمة وفيتامينات ما قبل الولادة. ومن الأفضل أن تتناقشي حول ممارسة الرياضة والجماع أثناء فترة الحمل وجوانب نمط الحياة الأخرى في أولى زيارات ما قبل الولادة. ربما تتطرقي أيضًا إلى بيئة العمل وتناول الأدوية أثناء فترة الحمل.
وإذا كنتِ من المدخنين، فاسألي مقدم خدمات الرعاية الصحية عن اقتراحات تساعدكِ على الإقلاع.
التعب الطبيعي للحمل
قد تلاحظين عدة تغيرات في جسمك في فترة مبكرة من الحمل. فقد تشعرين بإيلام عند ملامسة الثديين أو أنهما قد يكونا متورمين. ومن الشائع أيضًا أن تشعري بغثيان مصحوب بالقئ أو دون قيء، وهو ما يُعرف بغثيان الصباح. تحدثي إلى مقدم خدمات الرعاية الصحية إذا كان غثيان الصباح شديدًا.
رعاية ما قبل الولادة: الزيارات الأخرى خلال الثلث الأول من الحمل
على الأرجح، ستكون مدة زيارات ما قبل الولادة التالية أقصر من الأولى، وغالبًا ما يتم تحديدها لتكون كل أربعة أسابيع تقريبًا خلال الثلث الأول من الحمل. وسوف يفحص مقدم خدمات الرعاية الصحية الوزن وضغط الدم ويمكنك مناقشة أي مخاوف لديكِ.
مع قرب انتهاء الثلث الأول من الحمل أي في الأسبوع التاسع أو الثاني عشر من الحمل تقريبًا، ربما يمكنكِ سماع ضربات قلب الجنين باستخدام جهاز صغير يستقبل ارتداد الموجات الصوتية عن قلب الجنين (دوبلر).
تذكري أن مقدم خدمات الرعاية الصحية موجود ليوفر لكِ الدعم خلال فترة الحمل بأكملها. وتوفر لكِ هذه الزيارات السابقة للولادة فرصة جيدة لمناقشة أي أسئلة أو تخوفات لديكِ بما يشمل ذلك أشياء تشعرين بالإزعاج أو الإحراج منها.
تعرفي أيضًا على طريقة يمكنك التواصل بها مع مقدم خدمات الرعاية الصحية فيما بين الزيارات. فإن التيقن من توافر المساعدة متى احتجتِ إليها يمكن أن يريح بالكِ.