يؤدي إلى الفشل ويقلل الثقة بالنفس.. ما «تأثير جوليم»؟
القاهرة - سيدي
يؤدي إلى فشل ويهز الثقة بالنفس.. ما «تأثير جوليم»؟
يؤدي إلى فشل ويهز الثقة بالنفس.. ما هو «تأثير جوليم»؟
و ظاهرة نفسية يحدث فيها أن تؤثر التوقعات الضعيفة التي يتصورها المدير أو المُعلم
يتجلى تأثير ظاهرة جوليم أو ظاهرة بجماليون بوضوح في التعليم وفي بيئات العمل المختلفة
يختار الموظفون الذين يقعون ضحية لتأثير جوليم إلى ترك مناصبهم
هل يمكن أن تؤثر توقعات المديرين والمسؤولين عن أداء الموظفين وتحصيل الطلاب فيهم؟ الإجابة عن هذا السؤال سوف تكون "نعم" بالتأكيد؛ فهذه ظواهر نفسية تكميلية تحدث عندما يتوقع الرؤساء والمسؤولون أو المشرفون مشاعرهم حول قدرات مرؤوسيهم على تحقيق النجاح، ومنها "تأثير جوليم"، الذي قد يصبح تأثيره خطيراً في الموظفين والطلاب.
ما تأثير جوليم؟
هو ظاهرة نفسية يحدث فيها أن تؤثر التوقعات الضعيفة التي يتصورها المدير أو المُعلم أو أي شخص يُشرف على عمل أو أداء مجموعة من الأشخاص في أدائهم، ويؤدي إلى تقويض قدرتهم على النجاح، وهي الظاهرة التي تناقض «تأثير بجماليون».
أُطلق عليه اسم "جوليم" نسبة إلى الأسطورة اليهودية التشيكية، التي تدور حول كائن مصنوع من الطين يُدعى "جوليم"، منحه حاخام يهودي "الحياة" لكي يحمي المواطنين، ولكنه مع مرور الوقت أصبح فاسداً؛ ما دفع المسؤولين إلى تدميره.
متى يظهر تأثير جوليم؟
يتجلى تأثير ظاهرة "جوليم" أو ظاهرة "بجماليون" بوضوح في التعليم وفي بيئات العمل المختلفة، على مدار السنوات الماضية كرس الباحثون كثيراً من وقتهم لدراسة هذه الظواهر النفسية، ولاحظوا أن المعلمين الذين لديهم توقعات عالية بشأن الطلاب، والمديرين الذين يثنون على أداء الموظفين ويشجعونهم دائماً يحققون نجاحاً أكبر، والعكس صحيح.
على سبيل المثال إذا اعتقد مُعلم أن أحد طلابه أقل ذكاء من الآخرين، فسوف يكلفه بمهام أكثر سهولة ويدعوه للقيام بأمور غير ضرورية؛ ما يترتب عليه ضعف هذا الطالب وعجزه عن تحقيق أي تقدم.
ما أضرار تأثير جوليم؟
سواء كان النقد السلبي المستمر صريحاً أو داخلياً، فإن شعور المديرين أو المُعلمين بعجز الموظفين أو الطلاب وانتقاصهم من قدراتهم ينتقل إليهم مع مرور الوقت، ويقوض ثقتهم بنفسوهم، ويزداد الأمر سوءاً عندما يتأكد المرؤوسون أن المديرين أو المعلمين ينظرون إليهم على أنهم من دون المستوى المطلوب، ويبدأون في التعامل معهم بعجرفة.
قد يتسبب ذلك في ضعف ثقة الأشخاص بأنفسهم، وفقدان الشعور بالرضا الوظيفي، وعدم ثقتهم في المُشرفين عليهم وأقرانهم ورؤسائهم.
ويؤدي "تأثير جوليم" إلى ضعف القدرة على التحصيل والعجز عن تسليم المهام في الوقت المطلوب، كما أنه يدفع الموظفين إلى التصرف بانتهازية، ويمنعهم عن التوصل إلى حلول مُبتكرة.
وفي أسوأ الأحوال، قد يختار الموظفون الذين يقعون ضحية لـ "تأثير جوليم"، ترك مناصبهم ووظائفهم الحالية؛ حتى يخرجوا من هذا الوضع الذي لا يُحتمل.
هل يمكن إيقاف هذا التأثير؟
أفضل طريقة للتعامل مع تأثير جوليم والتحكم في أضراره هو أن نكون مُدركين له وألا نترك أي شيء يؤثر فينا وفي ثقتنا بأنفسنا، وأن نعمل جاهدين على تحويل التعليقات السلبية إلى أدوات تجعلنا أفضل.
تتجاوز أضرار تأثير جوليم حدود العالم الأكاديمي، ويكون أكثر خطورة عندما يتعلق بالأسرة وبطريقة تعامل الأبوين مع أطفالهم؛ لأنه يهز ثقة الأطفال بأنفسهم ويعوقهم عن التقدم وتحقيق النجاح.
وبعيداً عن مجالات التعليم فمن الممكن ملاحظة تأثير جوليم في بيئات العمل الاحترافية في جميع أنحاء العالم، من الطبيعي أن يكون لدى المديرين توقعات مُعينة بشأن أداء الموظفين، ومن المنطقي أن يتصرفوا وفقاً لهذه التوقعات، ولكن من الضروري أن يعملوا على منع تأثير هذه التوقعات سلباً في نفسية مرؤوسيهم.