بين "جالوت امريكا" و"طالوت العراق"
كتب : طالوت الشروكي
الكثير من مشاكل الحياة منبعها هو عدم الثقة بالنفس ، سواء كانت مشاكل إجتماعية أو نفسية أو إقتصادية أو سياسية أو أي شيء آخر .
فالثقة بالنفس بعد التوكل على الله هي مفتاح الحل أي تحدي أو مشكلة مهما كانت . وطبعاً هذه الثقة لا يمكن أن تحصل إلا عندما تتيقن النفس أنها على حق فتستلهم قوتها من قوة الحق !!
وعلى المستوى الوطني فإن مشاكل ومطبات كبيرة وعسيرة كثيرة واجهت العراق مع مجيء الإحتلال الأمريكي في نيسان 2003 مثل الإرهاب والفساد.
وكان ديدن العراقيين سابقا هو تشخيص هذه المشاكل والوقوف عليها (وهم بارعين في ذلك) ومن ثم فان الاقتصار على الشكوى والاعتراض دون ان يبادروا هم لإيجاد الحلول والمعالجة وكأنهم ينتظرون من الذين هم سبب مشاكلهم ان يحلوها لهم..
ولكن يمكننا ان نقول ان تجربة فصائل المقاومة كانت تجربة رائدة في الثقة بالنفس ومن ثم ناجحة في جني الانتصار، الا انها أكيداً كانت تجربة نوعية ومحدودة من ناحية العدد وان كانت عظيمة من حيث النتيجة ..؟
ولكن تجربة العراقيين كشعب في مواجهة خطر داعش والتصدي له بالاعتماد على القدرات الذاتية ومن ثم الانتصار عليه في هكذا فترة قياسية رغم حجم الدول والمشاريع التي كانت تقف خلفه وما وفرته من أموال وأسلحة ومقاتلين جاءوا من كل بقاع العالم، هذا التجربة بحق كانت تجربة عظيمة وكانت بداية خير كبير. والمهم هو ان يستمر ابناء شعبنا بالالتفات الى حجم القوة والقدرات التي يمتلكونها وماذا يستطيعون ان يفعلوا إذا توكلوا على الله ووثقوا بأنفسهم ..؟
لذلك نشهد الان فرصة حقيقية في تحقيق النجاح السياسي والاقتصادي فيجب علينا ان نستثمرها الاستثمار المناسب، واكيدا ان حصول الحركة على خمسة عشر مقعدا كان انتصارا سياسيا للمقاومة يمكن ان يساهم مساهمة كبيرة في تحقيق النجاح السياسي والاقتصادي على مستوى البلد..؟.
اما بخصوص زيارة ترمب الاخيرة فنحن ننظر اليها على انها تهديد حقيقي لأمن واستقرار العراق والمنطقة ككل ومحاولة لإعادة احياء داعش (او غيرها) من جديد من خلال الانسحاب من سوريا وجعل داعش يتمدد مرة أخرى هناك ومن ثم يعود لتهديد العراق وبالتالي ايجاد المبرر الكافي لاستمرار تواجد القوات العسكرية الأمريكية وما تريده الولايات المتحدة الأمريكية من أهداف اقتصادية بالاستيلاء على النفط العراقي ومن أهداف سياسية بتقسيم العراق والمنطقة خدمة لأمن الكيان الصهيوني ومن أهداف عقائدية هي الأهم والأساس بمنع ظهور الإمام المهدي عليه السلام والتهيؤ لضربه وإجهاض حركته المباركة في حالة ظهوره.
وهنا يأخذ ترمب ومن معه من كثرة عدد وقوة سلاح دور (جالوت امريكا) ونأخذ نحن والمقاومة الإسلامية والحشد الشعبي بما يمتلك من أحقية المبدأ والهدف دور (طالوت العراق) لان طالوت هذا الزمان هو الإمام المهدي عليه السلام (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو الاللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) والله ناصر المؤمنين .