قالت وقال وقاك الله من دنف
أفديك بالنفس يا من قال فيَّ وقا
كيف احتيالي وبالجرداء لي رشأ
إذا دنت منه آساد الشرى رشقا
قد أشرقت وجنتاه جذوةً وكذا
ريَّا سواريه من ماء الصِّبا شرِقا
والخال فاز ولكن وسط نارهما
لولا فيوضات ماء الحُسن لاحترقا
بي منه وَقْدُ غرامٍ كلما افترقت
نارُ الصَّبابة من أهل الهوى ألِقَا
حاولتُ منهُ برَوْضٍ خلسةً فعدا
وخلفَه الدمع كلٌّ عادَ منطلقا
أفدي الذين تناءت دارهم فكسوا
طرفي وقلبي ذا سُهداً وذا حرقا
فبعدهم باب جفني صار منفتحا
وبعدهم صار باب الأنْسِ منغلقا
يا برَّد الله قلباً تحت ظلهمُ
متى غدا بيته بالبعد محترقا
يا دهر أين ليالينا التي نظمت
فيها محاسنك الأحباب والرُفَقا
لا زلت منك أرجّي أن تصوغ لنا
ما اختل من دُرّها يوماً فما اتفقا
عسى الزمان الذي بالبعد غيرنا
أن يجمع الشمل يوماً بعدما افترقا
ابن شيخان السالمي العماني