نشأ الفرد تنيسون فى لنكو لنشاير، و كان والده قسيس بلدة " سومر شى " التى ولد فيها تنيسون عام 1809،كان تنسيون وهو فى الخامسة عشر ميالاً إلى تذوق الشعر ونظمه، و بعد ثلالث سنوات كتب قصيدة من 6000 بيت شعرى. و عندما بلغ التاسعة عشرة ألتحق بجامعة كامبردج، و هناك ألتقى " أرثر هالام " الذى أبح صديقاً له. وفى عام 1830 ألتحق تنيسون وهالام بجيش الثوار الأسبان، وقضيا الصيف فى التنقل حول جبال البيرينية من دون أن يقابلا عدواً. وفى ذلك الوقت كان تنيسون ينظم قصائده، مثل قصيدة " آكلو اللوتس " و " سيدة شالوت ". و هذه الأخيرة تحولت إلى مصدر لا ينضب للأقتباس إذ تعد من أهم القصائد فى اللغة الإنجليزية. فهى حافلة بالأبيات المثيرة.
وفى عام 1833 توفى هالام فتغلب الحزن على تنيسون، و كتب قصيدة رائعة فى رثائه بعنوان " فى الذكرى"، وقد جاء فيها :
" و تقف الطبيعة برمتها كالشبح، ومع كل ما تبعثه من أنغام
خيالاً أجوف خالى اليدين فليس لها
عندى سوى صدى أجوف"
ولم تنشر قصيدة " فى الذكرى " إلا فى عام 1850، وفى تلك الفترة كان تنيسون قد تبوأ مركزه كشاعر. وقد نشر قصائد عدة شهيرة مثل قصيدته الغنائية " وفاة آرثر" و قصيدة " الأميرة".
ثم وجد تنيسون نفسه وقد أحاطت به المتاعب المالية. ففى عام 1842 أغراه مغامر مفلس على أستثمار أمواله كلها فى
" شركة الزخرفة الحفرية المسجلة "، و كانت النتيجة انه فقد كل أمواله. و لم ينقذه من الفقر سوى السيد روبرت بيل رئيس الوزراء الذى منحه معاشاً سنوياً قدره 200 جنيه.
ويعتبر عام 1850 مرحلة التحول فى حياة تنيسون، ففيه نشرت مرثيته " فى الذكرى " وفيه تزوج، و أصبح شاعر البلاط ، وقد أخذت أحواله المالية فى تحسن بعد أن أقبل القراء على أشعاره. كما توطدت الصداقة بينه و بين كثيرين من فنانى جمعية " الأاخوة" التى تنادى بالألتزام بالطبيعة. وقد أستمر تدفق شعر تينسون طيله حياته، وفى عام 1884 منح لقب بارون.
عندما كان تنيسون فى مقتبل عمره كان بهى الطلعة، وقد وصفه الكاتب كاريل بأنه "واحد من أجمل الرجال منظراً فى العالم". وهو يعد شاعر القرن التاسع عشر، ففى أوج مجده لم يستطع أى شاعر أخر أن ينتقص من مكانته كشاعر إنجلترا الأوحد، ومات عام 1892.