يحكي ان كان هناك فتاة شابة جميلة وقعت في حب شاب، كانت تعشقه إلي حد الجنون، وأصبحت حياتها بأكملها تدور حوله هو فقط، تفعل كل شئ من أجل إرضاؤة، ولكن هذا الشاب لم يكن جديراً بهذا الحب، قضت الفتاة ليالي في أشد الوجع والحزن بعد أن فارقها وتخلي عنها في منتصف الطريق، أصبحت تقضي كل وقتها في غرفتها، لا تريد ان تتكلم مع أحد أو تمارس أى نشاطات، تقضي ساعات طويلة تنظر إلي الحائط وتبكي وتتذكر من كانت تعشقه وتحبه وتخلت عن كل حياتها وأصدقائها فقط من أجله .
كانت لا تصدق ما وصلت إليها حالتها، وكان قلبها ينبض بالأمل أن يعود إليها يوماً ما، ووعدت نفسها أن تنتظرة إلي الأبد مهما طال غيابه، فقد عماها حبه عن كافة أخطاءة .
وفي يوم من الأيام استيقظت الفتاة من نومها واتجهت علي الفور إلي مكتبها بالغرفة، وأخرجت منه المصحف الشريف وجلست تقلب صحفاته وآياته، وكأنها غير واعية ، فكانت تفعل هذا وهي لا تعلم ماذا تريد، فقط وجدت نفسها تحضر المصحف وتقلب في صفحاته، خاصة انها كانت غير متدينة ولا تقرأ القرآن بشكل مستمر، ولا تحفظ من القرآن الكريم إلا القليل جداً .
أخذت الفتاة تتطلع في آيات القرآن الكريم وإذا بعيناها تتوقف علي قول الله تعالي : ” وأصبر لحكم ربك فإنك بأعيينا ” رق قلب الفتاة ودمعت عيناها، ثم قرأت قول الله عز وجل : ” واذا سالك عبادي عني فإني قريب ” ، فشعرت أنها رسالة من الله تعالي إليها، فأكملت الآية الشريفة : ” أجيب دعوة الداع اذا دعان ” فتنهدت ونطق لسانها ” يااارب ” ثم قلبت مرة أخري فقرأت قول الله تعالي : ” وما كان ربك نسياً ” فإطمئن قلبها حتي وصلت إلي نهاية المصحف الشريف .. عادت عيناها تنظر إلي الغرفة حولها فوجدت ورقة معلقة علي الحائط ومكتوب عليها قول الله تعالي وبشر الصابرين .
هنا ابتسمت، وعلمت بداخلها أن الله عز وجل أراد أن يطمئنها، وأيقنت أن من يرحل عن عالمها فهو ليس مكتوب لها، ولكن هناك خيرا لها ينتظرها عندما يحين الوقت الذي يريده لها الله .
خرجت الفتاة من غرفتها وعادت إلي عالمها وأهلها واصدقائها من جديد، اصبحت أقوي وأصلب بقوة إيمانها بالله، وأصبحت حياتها أسعد بالله وبطاعته .
الحكمة من القصة : كل منا له نصيب من حاجه واتحرم من غيرها لان دي دنيا مش جنه ف استحاله هتاخد كل حاجه نفسك فيها، فأحسن الظن بالله وتمني الخير للناس ترزق، فالرزق يطلب العبد كما يطلبه الموت .