تملكتُمُوا عقلي وطَرفي ومسمَعِي
ورُوحي وأحشائي وكلِّي بأجمعِي
وتيَّهتُمونِي في بديع جمالِكُم
ولم أدرِ في بحر الهوى أين موضِعي؟
وأوصيتمُونِي لا أبُوحُ بسرِّكم
فباح بما أُخفيِ تفيُّض أدمعي
ولمّا فنَى صبري وقلّ تجلُّدي
وفارقَني نَومِي وحُرّمت مضجعي
أتيتُ لقاضِي الحبِّ قُلتُ أحبَّتي
جَفوني وقالوا أنتَ في الحبّ مُدّعي!
وعندي شُهودٌ للصبابَة والأسَا
يُزكُّون دعوايَ إذا جئتُ أدَّعي
سُهادي ووجدي واكتئابي ولوعَتي
وشَـوقي وسَقمي واصفرَاري وأدمُعِي
ومِن عَجبٍ أنِّي أحنُ إليهِمُ
وأسأل شوقاً عنهُم وهم مَعي
وتبكيهم عَيني وهُم في سوادِها
ويشكُو النَّوى قلبي وهم بين أضلُعي
فإنْ طلبونِي في حقوق هواهُمُ
فإنّي فقيرٌ لا عليّ ولا مَعِي
م